هام جدا

أفضل مقالة فلسفية جاهزة: قارن بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية

أفضل مقالة فلسفية جاهزة: قارن بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية





مقالة فلسفية مقارنة حول السؤال بين الاشكالية والمشكلة قارن بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية الثالثة ثانوي لغات أجنبية  علوم تجربيبة رياضيات  تسيير واقتصاد تقني رياضي
السؤال بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية






إن هذه المقالة الفلسفية الجاهزة، هي مقالة مقارنة بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية، وهي خاصة بتلاميذ السنة الثالثة ثانوي شعبة لغات أجنبية، وشعبة علوم تجريبية رياضيات، وشعبة تسيير واقتصاد تقني رياضي، فمشكلة الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية، هي ضمن الإشكالية الخاصة بالسؤال بين المشكة والإشكالية، وحاولنا من خلال هذه المقالة الفلسفية المقارنة بينهما، بحيث حاولنا التطرق لطبيعة العلاقة بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية، من خلال الوقوف على الإختلافات الموجودة بينهما من حيث الموضوع والمنهج والنتائج والدافع إلى البحث في هذه الموضوعات، ثم بعدها تطرقنا لنقاط التشابه بين الإشكالية الفلسفية والإشكالية العلمية، ثم مواطن التداخل بينهما، وفي الأخير حاولنا ان نخرج بحل للمشكلة التي طرحناها في مقدمة هذه المقالة الفلسفية.

محتويات الموضوع

  1. السؤال بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية (طرح المشكلة).
  2. طبيعة العلاقة بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية (محاولة حل المشكلة).
  3. أوجه الاختلاف بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية.
  4. أوجه التشابه بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية.
  5. مواطن التداخل بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية.
  6. حل المشكلة.





السؤال بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية (طرح المشكلة)

يعتبر الإنسان كائنا فضوليا، يسعى دوما إلى المعرفة والبحث عن حقيقة الأشياء، ويتجلى هذا الفضول في إثارة الأسئلة اتجاه ما يحيط به من ظواهر محسوسة كانت أو مجردة، فإذا انصب التساؤل على الظواهر الطبيعية بهدف الوقوف على القوانين المتحكمة فيها، اندرج ضمن مجال العلم وسمي مشكلة علمية، أما إذا انصب التساؤل على مسائل مجردة أو معضلات يصعب حلها، وقد تتولد عنها إجابات قابلة للنفي والإثبات في أن واحد، اندرج حينها ضمن مجال الفلسفة، وسمي إشكالية فلسفية، وهذا ما يمنح المشروعية للتساؤلات التالية: ما الذي يميز الإشكالية الفلسفية عن المشكلة العلمية؟ وما طبيعة العلاقة بينهما؟ بمعنى آخر، ما هي نقاط التداخل ونقاط التمايز بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية؟.

طبيعة العلاقة بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية (محاولة حل المشكلة)

لإدراك طبيعة العلاقة الكامنة بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية، لابد من تحليل طبيعة كل منهما، من خلال تحديد أوجه الاختلاف والتشابه بينهما، ومن ثم الوقوف على مواطن التداخل التي يمكن أن تكشف عن كنف العلاقة التي تربطهما.






1. أوجه الاختلاف بين المشكلة العلمية والإشكالية الفلسفية

من الواضح أن المشكلة العلمية تختلف عن الإشكالية الفلسفية  من حيث الموضوع والمنهج والنتائج وحتى الهدف، وأول اختلاف يظهر في المصطلحين مشكلة وإشكالية، حيث يدل الأول (مشكلة) على المسألة الصعبة الملتبسة التي تحتاج إلى الحل بالطرق العقلية والعلمية، كمسألة سقوط الأجسام التي شغلت نيوتن عشرين سنة ليفسرها، أما الثاني أي الإشكالية فهي صفة لقضية لا يظهر فيها وجه الحق ويمكن أن تكون صادقة، إلا أنه لا يقطع بصدقها، ويقول ايمانويل كانط في هذا الصدد : "إن الأحكام المتصفة بالإشكال هي الأحكام التي يكون فيها الإيجاب والسلب ممكنا لا غير، وتصديق العقل فيها مبني على التحكم"، فالإشكالية إذن هي المسألة التي تثير نتائجها الشكوك، بحيث يمكن الإثبات والنفي فيها على حد سواء، كإشكالية الحرية التي شغلت الفلاسفة منذ القديم، فتعددت مواقفهم حول وجودها وطبيعتها.

طبيعة الموضوع

رأينا سابقا الفرق بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية من حيث طبيعة السؤال، أما الآن فسنحاول إدراك الإختلاف بينهما من حيث طبيعة الموضوع، فموضوع المشكلة العلمية هو الظواهر الطبيعية المحسوسة والجزئية، يدرسها العالم بحثا عن أسبابها القريبة أو الشروط المتحكمة فيها، لهذا تعددت العلوم بتعدد الجوانب التي تتناولها، فالعلم الطبيعي يبحث في الموجود من حيث هو متحرك ومحسوس، والعلم الرياضي يبحث في الموجود من حيث هو كم أو مقدار، وهو ما يعرف بالوضعية التي تفسر الظواهر بأسبابها الحقيقية الواقعية لا الميتافيزيقية، كما هو الحال بالنسبة للإشكالية الفلسفية التي تتعلق بمسائل مجردة تتجاوز الواقع الحسي إلى ما وراءه، فهي تبحث في الموجود الثابت الدائم، فتتساءل عن المبادئ العليا التي يرتد إليها الموجود، لهذا عرف أرسطو الفلسفة بأنها :"العلم النظري بالمبادئ والأسباب الأولى".






طبيعة المنهج

وطبعا إذا كان هناك اخنتلاف على مستوى طبيعة الموضوع فحتما سيكون اختلاف على مستوى طبيعة المنهج، فالمشكلة العلمية يتم حلها باستخدام المنهج التجريبي، وهو مجموع الأساليب الموصلة إلى استخراج القوانين العامة من ملاحظة الظواهر الجزئية، وهو يقوم على الملاحظة الفرضية التجربة والقانون، "لأن التجريب هو الوسيلة الوحيدة التي نملكها لنطلع على طبيعة الأشياء الخارجة عنا" كما قال كلود برنار، لكن معالجة الإشكالية الفلسفية لا يتم إلا بالتأمل العقلي القائم على المشكلة والموقف والبرهنة، والمقصود بالمشكلة هو قدرة الفيسلوف على تحويل أمرا عاديا ومقبولا إلى مشكلة تثير دهشته، فتدعوه إلى اتخاذ موقف منها، يؤسسه على مجموعة من الحجج والبراهين.

طبيعة النتائج

فالفلسفة "...توقظ فينا الشعور بالتعجب والرغبة في الاطلاع بما تفرضه من أشياء مألوفة في صور غير مألوفة" على حد تعبير راسل، ويهدف تبني المنهج التجريبي في دراسة الطبيعة إلى تجاوز المعرفة المجردة التي تقدمها الفلسفة عن الوجود، والوقوف على القوانين المتحكمة في ظواهرها، فمعالجة المشكلة العلمية يفضي إلى حل نهائي قطعي وموضوعي، يصاغ صياغة رياضية في شكل قانون، ويقول جون استيوارت ميل في هذا الصدد "فالرياضيات هي الآلة الضرورية لجميع العلوم"، لكن الإشكالية الفلسفية لا تنتهي إلى حل واحد بل تقبل عدة حلول، لأن الحل فيها ذاتي يعكس وجهة نظر الفيلسوف ومذهبه وثقافته وعصره، ويعبر عنه بلغة الألفاظ، لذلك نجد راسل يقول "العلم هو ما نعرفه والفلسفة هي ما لا نعرفه"، لأن جوهر الفلسفة في نظر كارل ياسبرز يكمن في البحث عن الحقيقة والسعي إلى طلبها، لذلك يقول "إن الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة، وينبغي أن يتحول كل جواب بدوره إلى سؤال جديد".






الدافع إلى الفلسفة والعلم

ويمكن أن نفسر هذا الأمر بأن الدافع إلى العلم هو الحاجة إلى السيطرة على الطبيعة، وتسخيرها لصالح الانسان، فالمعرفة عند فرنسيس بيكون قوة، أما الدافع إلى الفلسفة فهو الحكمة أو المعرفة لذاتها، وقد ذكر شيشرون على لسان فيتاغورس أنه قال معرفا الفلاسفة "من الناس من استعبدهم التماس المجد ومنهم من يشتد به طلب المال، ومنهم من يستخف بكل شيء، ويقبل على البحث على طبائع الأشياء، أولائك هم الذين يسمون أنفسهم محبي الحكمة (فلاسفة)"، ولعل هذا الاختلاف في الوجهة هو الذي عجل باستقلال العلوم عن الفلسفة.

2. أوجه التشابه بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية

إن الإختلافات المذكورة سابقا بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية، لا ينفي وجود خصائص مشتركة بينهما، فكل منهما مشتق لغويا من فعل أشكل الذي يعني صعب وملتبس، فكلاهما مسألة صعبة تتعلق بالظواهر المحيطة بالإنسان، التي تثير في العالم والفيلسوف على حد سواء انفعالا يدفعهما لحل تلك المسائل سواء كانت محسوسة أو مجردة، فهذه الصعوبات هي الحافز الأساسي للتفكير، ويقول جون ديوي في هذا الصدد "إن التفكير لا ينشأ إلا إذا وجدت مشكلة (صعوبة أو تحدي)، وأن الحاجة إلى حل أي مشكلة هي العامل المرشد في عملية التفكير"، وهذه الصعوبة تتعلق بجانب من الوجود يشكل موضوع الدراسة الفلسفية أو العلمية، فتحديد الموضوع يوجه جهود العلماء والفلاسفة نحو مسائل معينة من أجل حلها، وفي البحث عن الحل يتبع كل منهما منهجا محدد الخطوات، وقد أكد ديكارت على أهمية المنهج قائلا"... إذ لا يكفي أن يكون الفكر جيدا وإنما المهم أن يطبق تطبيقا حسنا(...) أولائك الذين يسيرون إلا ببطء شديد يستطيعون إذا سلكوا الطريق المستقيم، أن يحرزوا تقدما أكثر من الذين يركضون ولكنهم يبتعدون عنه"، وكل هذا بغية الوصول إلى تفسير عقلاني منطقي، وتجاوز التفسيرات الخرافية والمعارف العامية الغارقة في السطحية والسذاجة الذاتية، فغايتهما هي البحث عن الحقيقة وترقية الإنسان، وقال فرانسيس بيكون وهو يحدد هدف العلم "نعيش عيشة أحسن، ونربي أولادنا تربية أفضل، ونعمل على ضمان مصير بلادنا وسيادة الإنسانية...".






3. مواطن التداخل بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية

إن العلاقة بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية أعمق من أن نتوقف في الحديث عنها عند عناصر التشابه والإختلاف فحسب، لأن تاريخ الفكر يبين أن الفلسفة هي أم العلوم، باعتبارها تساؤلا عن كل ما يهم الإنسان، لذلك كانت تصنيفات الفلاسفة لا تفصل بين البحث في الطبيعة وما وراءها، بل كانت تصف ماوراء الطبيعة (الميثافيزيقا) بأشرف العلوم كما فعل أرسطو، ورغم استقلال العلوم عن الفلسفة بداية من القرن السابع عشر، إلا أن الاتصال بينهما ظل قائما، فقد عرف ديكارت الفلسفة بأنها "شجرة جدورها الميتافيزيقا وجدعها الطبيعيات وفروعها العلوم الأخرى كالميكانيكا والطب والأخلاق"، إلى جانب هذا يعتمد الفلاسفة على معطيات العلم في معالجة إشكاليتهم، لهذا قيل "تبدأ الفلسفة حينما ينتهي العلم"، وبالتناظر تخدم الفلسفة العلم، حيث تعد مبادئ العلم ومناهجه ونتائجه إحدى أهم الإشكاليات التي تثير التفكير الفلسفي، فالعلم لا يفكر ولا يستطيع التفكير، على حد قول الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر وهو ما يعرف بمبحث الابستيمولوجيا، فإذا كان العالم يفكر في الواقع فإن الفيلسوف يفكر في أفكار العالم ويقول بيرتراند راسل في هذا الصدد "عندما ينتهي عمل العالم يبدأ عمل الفيلسوف"، إضافة إلى أن الإشكاليات التي ترتبت وتترتب عن التطور العلمي خاصة الأخلاقية منها، فقد قيل فيها "علم بلا وعي وضمير، ما هو إلا خراب للروح".

حل المشكلة

وفي الأخير نقول إجابة عن الإشكال المطروح، أنه إذا كانت الإشكالية الفلسفية تتعلق بالجانب المعنوي من الوجود في كلياته، متخذة التأمل العقلي منهجا للكشف عن تجلياته المختلفة، وكانت المشكلة العلمة تتعلق بالجانب المادي في جزئياته، متخذة المنهج التجريبي الاستقرائي لرصد قوانينه فإن التداخل والتكامل بينهما سيكون عنوان العلاقة التي تجمعهما دائما، يقول هاربرت سبنسر "العلم هو المعرفة الموحدة جزئيا، والفلسفة هي المعرفة الموحدة كليا".

نتمنى أن تكون هذه المقالة الفلسفية الجاهزة، قد نالت إعجابكم، وقد استفدتم منها، والتي كانت عبارة عن مقارنة بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية، وهي تخص تلاميذ السنة الثالثة ثانوي لغات أجنبية، وعلوم تجريبية رياضيات، وكذلك شعبة تسيير واقتصاد تقني رياضي، وفي مقالات فلسفية أخرى سنحاول أن نقدم لكم دروسا ومقالات جاهزة، لا تنسى مشاركة المقالة مع زملائك لتعم الفائدة.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-