هام جدا

معلومات لا تعرفها عن الفيلسوف الإيلي بارمنيدس


معلومات لا تعرفها عن الفيلسوف الإيلي بارمنيدس 



أقوال بارمينيدس وصفات الوجود عنده
بارمينيدس فلسفته وحياته



بارمينيدس 540 ق.م – 480 ق.م فيلسوف يوناني ولد في القرن الخامس قبل الميلاد في إيليا (فيليا) المدينة اليونانية التي توجد على الساحل الجنوبي لإيطاليا، فهو من اتباع المذهب الإيلي، فقد تتلمذ على يد اكسنوفان[1] وتأثر بالأيونيين[2]، فإذا كان اكسنوفان قد أسس المذهب الإيلي، فإن بارمنيدس عمل على تنظيمه، وقد صاغ فلسفته كما لو كان شاعرا، إذن بارمنيدس هو أحد الفلاسفة الذين جاؤوا قبل سقراط، من قبيل طاليس انكسماندرس انكسمانس هيرقليطس ... وغيرهم، ويطلق عليهم إسم الفلاسفة الطبيعيين.




محتويات الموضوع

  1. قصيدة بارمنيدس.
  2. الوجود موجود واللاوجود غير موجود.
  3. وحدة وثبات الوجود.
  4. بارمنيدس العقلاني.
  5. المتأثرين بفلسفة بارمنيدس.



قصيدة بارمنيدس في الطبيعة


كان بارمنيدس هو أو فيلسوف نظم الشعر في الفلسفة، حيث كتب قصيدة أطلق عليها إسم "في الطبيعة"، والتي قدم فيها مجموعة من الآراء الخاصة به حول الوجود والعدم، ولم يبقى من هذه القصيدة إلا بعض الشذرات، ومنها تعرفنا على بارمنيدس وفلسفته، والقصيدة تتألف من مقدمة وقسمين: حيث يلتقي بارمنيدس بالآلهة في مقدمة القصيدة، وهذه الآلهة تقدم له الحقيقة، وهي نفسها الحقيقة التي يرصدها ويقدمها في القسم الأول من القصيدة، حيث يعتبر بأن الوجود الحقيقي واحد ومتجانس وأبدي وثابت، وبذلك يتعارض مع هيرقليطس الذي يرى بأن العالم يحكمه التغير الدائم وتحكمه الصيرورة، وهنا يكمن الاختلاف بين بارمنيدس وهيرقليطس، فالأول يرى بأن الوجود يحكمه التباث، والثاني يرى بأنه يحمه التغير الدائم، ويقول هرقليطس "لا يمكن الاستحمام في النهر مرتين"، معناه أن التغير الذي يحكم العالم لا يسمح بذلك.






شاهد أيضا


الوجود موجود واللاوجود غير موجود

إن كل ما هو موجود فقد وجد منذ الأزل في نظره، فلا يمكن للشيء أن يخرج أو يولد من العدم فمن المستحيل أن يصبح اللاوجود شيئا. فالوجود موجود واللاوجود غير موجود كما جاء على لسان بارمينيدس. فالوجود هو الحقيقة في نظره، أما العدم فليس موجودا، والوجود دائم باق، لا يمكن أن يكون قد جاء من العدم لأنه لو جاء من العدم لكان العدم شيئا، وهذا تناقض، وكذلك لا يمكن أن يكون قد جاء من شيء، إذ لا يمكن أن يأتي شيء من نفسه، فالوجود إذن واحد غير متبدل، والموجود موجود أبدا، والمعدوم معدوم أبدا، ولا يمكن لشيء أن ينعدم بعد أن يكون موجودا ولا أن يوجد من العدم[3]. وبهذا يكون بارمنيدس قام بمحاولة جريئة للحسم في النقاش المطروح حول ثنائية الوجود والعدم، من خلال رصد كل صفات الوجود التي تجعل منه موجودا، ولخص كل ذلك في قولته الوجود موجود واللاوجود غير موجود. 



وحدة وثبات الوجود

إن الوجود واحد غير متبدل، ولكننا نشعر أن العالم الحي حولنا يتغير ويتبدل، وأنه متكثر : إن أنواع الأثمار مثلا كثيرة، ثم إن الزهرة تنقلب ثمرة، (تنكشف عن ثمرة في الأصل) والثمرة تنقلب بذرة.. الخ، ولكن هذا كله خداع من حواسنا تشبّحه لنا وتزوّقه، فيجب ألا نعتمد في المعرفة على الحواس[4]، فرغم أن الحواس ترى العالم متغيرا ومتبدلا والأشياء تتحول، فالعقل لا يصدق ذلك، لذلك فهو يؤكد بأن الحواس تخدع ولا يمكن الثقة بها، فالظواهر والعالم الذي نراه بأعيننا، هو عالم متغير ومتحول، وبالتالي فهو لا يصلح للعلم والمعرفة، فالعالم والوجود الحقيقي هو الوجود الثابت الذي يوجد وراء الظواهر والوقائع المحسوسة. فالعقل هو الذي يدرك حقيقة الموجودات كما هي، أما الحواس فهي صورة مشوهة عن حقيقة الموجودات، لأنها تنقل لنا الموجودات كما تبدو لها وليست كما هي عليه في الأصل.



بارمنيدس العقلاني

ومن خلال ما سبق يتبين بأن بارمنيدس يحاول أن يقدم الوجود بطريقة عقلانية، مما يعني بأن بارمينيدس كان يؤمن إيمانا قويا بالعقلانية بمعنى كان يعطي الأولوية للعقل الانساني، ويؤمن بأن العقل هو أساس ومصدر كل معرفة بالموجودات، لأنه في نظره أن الادراك الوحيد الذي يصح هو ذلك الادراك الذي يرينا الوجود الثابت (الذي لا يتبدل) في كل شيء، أي الادراك بالعقل، أما الحواس فانها تبرز لنا جوانب متعددة من الاشياء، من الكون والفساد (النشوء والفناء) والتبدل، أي تخيّل لنا وجود ما لا وجود له، وذلك هو سبب الخطأ في حكمنا على الأمور[5]. وبذلك فهو يعتبر هذه الحواس بأنها خداعة، ولا يمكن أن نستند عليها في بناء تصور حولالأشياء، لأن ما تقدمه مجرد أوهام، وهذا حال جميع الفلاسفة العقلانيين الذين يجدون في الحواس مصدرا غير موثوق للمعرفة.



المتأثرين بفلسفة بارمنيدس

ومن أشهر اتباع المذهب الإيلي نجد زينون الايلي الذي ولد في ايليا وتتلمذ على يد بارمنيدس، والذي أقام الأدلة على خداع الحواس وعلى صحة المذهب الايلي، والذي يعتبر واضع أسس الجدل كما سماه ارسطو، لأن بارمنيدس يعتبر ملهما لأرسطو الذي درس الوجود بما هو موجود، وذلك كان هم فلسفته الأولى، كما أن فلسفته استفاد منها اللاحقون من فلاسفة الوجود، من قبيل ابن سينا، وابن رشد، وطوما الأكويني، وهيدجر وسارتر وغيرهم.




=================

[1]  -  أحد أصحاب المذهب الإيلي ولد في مدينة كولوفون في أسيا الصغرى سنة 580 ق.م،  نشأ شاعرا ينتقد عادات قومه الدينية والاجتماعية وما يتعلقون به من الخرافات حينما ينسبون إلى الله أعمالا كأعمال البشر، توفي سنة 480 ق.م. (عمر فروخ - تاريخ الفكر العربي إلى ايام ابن خلدون)

[2]  -  المذهب الأيوني هو أول المذاهب الفلسفية في اليونان الذي نشأ في المستعمرات اليونانية على الشاطئ الغربي في آسيا الصغرى، غير ان اصحاب هذا المذهب كانوا أقرب إلى ما يسموا علماء طبيعيين منهم إلى أن يقال إنهم فلاسفة. (عمر فروخ - تاريخ الفكر العربي إلى ايام ابن خلدون)

[3]  -  عمر فروخ - تاريخ الفكر العربي إلى ايام ابن خلدون

[4]  - عمر فروخ - تاريخ الفكر العربي إلى ايام ابن خلدون

[5]  - عمر فروخ - تاريخ الفكر العربي إلى ايام ابن خلدون




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-