هام جدا

هل العادة سلوك سلبي أم إيجابي؟ أفضل مقالة فلسفية جاهزة

هل العادة سلوك سلبي أم إيجابي؟ أفضل مقالة فلسفية جاهزة





مقالة فلسفية جاهزة حول العادة والإرادة هل العادة سلوك سلبي أم سلوك إيجابي؟ لتلاميذ السنة الثالثة ثانوي شعبة آداب وفلسفة
مقالة فلسفية جاهزة حول قيمة العادة





نقدم لكم في هنا مقالة فلسفية جاهزة، وهي من أفضل المقالات الفلسفية حول العادة والإرادة، وهي بالطريقة الجدلية، حيث تمثل إجابة عن السؤال الأساسي التالي: هل العادة سلوك سلبي أم سلوك إيجابي؟، وقد تطرقنا في هذه المقالة الفلسفية في البداية إلى طرح المشكلة، والتي حاولنا من خلالها معالجة قضية العادة بين السلبي والإيجابي، ثم بعدها حاولنا التوصل إلى حل لهذه المشكلة، وذلك من خلال طرح منطق الأطروحة الذي يقر بأن العادة سلوك سلبي، وبعدها حاولنا نقد هذه الأطروحة، وبعدها تطرقنا لنقيض الأطروحة الذي يؤكد على أن العادة لها دور إيجابي، وبعدها قمنا بنقدها، ثم توصلنا إلى تركيب، فالرأي الشخصي، وأخيرا الخروج بحل لمشكلة العادة بين السلبي والإيجابي، وهذه المقالة الفلسفية خاصة بتلاميذ السنة الثالثة ثانوي شعبة آداب وفلسفة.

محتويات الموضوع

  1. العادة بين السلبي والإيجابي (طرح المشكلة).
  2. العادة سلوك سلبي (منطق الأطروحة).
  3. نقد فكرة أن العادة سلوك سلبي.
  4. العادة سلوك إيجابي (نقيض الأطروحة.
  5. نقد فكرة أن العادة سلوك إيجابي.
  6. تركيب.
  7. حل المشكلة.




العادة بين السلبي والإيجابي (طرح المشكلة)

يعتبر الإنسان تتميز كائنا مرنا، يملك القدرة على تشكيل سلوكاته وتعديلها حسب وضعيات مختلفة، وهذا ما يميزه عن باقي الكائنات الأخرى، وبفضل هذه الميزة يتعلم الإنسان سلوكات ومهارات يؤديها في شكل عادات، على اعتبار العادة قدرة يكتسبها الفرد تمكنه من أداء عمل ما بطرقة آلية مع الدقة والسرعة والاقتصاد في الجهد والوقت، وقد احتل البحث في أثر العادة على سلوك الانسان، مكانة مرموقة في دراسات علماء النفس ونقاشات الفلاسفة والمفكربن، مما جعلها من أبرز المشكلات الفلسفية، وقد نتج عن ذلك اختلاف وتباين على مستوى تصوراتهم، فمنهم من يعتقد بأن آلية العادة تقيد الإنسان وتسلبه خصائصه الانسانية، ما يجعل منها سلوكا سلبيا، ومنهم من يعتقد أنها تحقق التكيف والإنسجام، وبذلك فهي سلوك إيجابي، وهذا التباين والاختلاف في التصورات هو الذي يمنح مشروعية للتساؤلات التالية: هل العادة تعيق فعالية الإنسان وتقيد إرادته؟ أم هي قدرة تكيفية تحقق الإنسجام والتوافق؟.




العادة سلوك سلبي (منطق الأطروحة)

إن العادة تشكل عائق وعتبة أمام التكيف والتلاؤم والإنسجام مع مواقف الحياة المتغيرة، هذا ما يدافع عليه العديد من المفكرين والفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الإجتماع، وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط، والفيلسوف الفرنسي جون جاك روسو، ففي اعتقادهم أن العادة تسلب المرء خصائصه الإنسانية وتقيد إرادته وحريته، ولتبرير موقفهم استند أصحاب هذه الأطروحة إلى مجموعة من الحجج والبراهين نذكر منها الحجج التالية:

الحجة 1: تمثل العادة عائقا أمام التفكير والإبداع، فهي تقضي على المبادرات الفردية وكذا الروح النقدية، وهكذا فهي تشكل عقبة ابستمولوجية (معرفية) أمام المكتسبات الجديدة، فكثيرا ما ترفض الحقائق العلمية الجديدة، لكون الناس تعودوا على الحقائق القديمة، فالحقيقة العلمية التي أعلن عنها وليام هارفي حول الدورة الدموية بقيت مرفوضة لمدة 40 سنة، لأنهم تعودوا على الفكرة القديمة، لذا قيل: "إن كبار العلماء يفيدون العلم في النصف الأول من حياتهم ويضرونه في النصف الثاني منها".

الحجة 2: كما تمثل العادة كذلك سببا في الركود والجمود، وتستبعد الإرادة، فيصبح الفرد عبدا لها، مما ينتج عنه عدم التأقلم أو التكيف مع المواقف الجديدة، فسائق السيارة الذي اعتاد قيادة سيارته من جهة اليمين مثلا، ودفعته الضرورة إلى قيادتها من جهة اليسار، فحتما سيكون الأمر صعبا عليه، والأمر نفسه ينطبق على التلميذ الذي تعود على الكتابة الأدبية، فإنه يجد صعوبة في كتابة مقالات بأساليب أخرى، لا لشيء، إلا لأن عاداته السابقة كانت حاجزا أمام تعلمه لسلوكات جديدة، لذلك فالعادة قد تمنع الإنسان من التطور والتحرر، ويقول الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت في هذا الصدد: "العادة جمود"، ويقول الفيلسوف جون جاك روسو كذلك : "كلما زادت العادات عند الإنسان كلما أصبح أقل حرية واستقلالية".

شاهد أيضا

الحجة 3: ثم إن للعادة أثر خطير على المستوى الاجتماعي، فهي تجعل العقول متمسكة بالخرافات والبدع والعادات والتقاليد البالية، رغم وجود البراهين على بطلانها، وهو الأمر الذي يعيق مسايرة الحياة الجديدة، لهذا يقول جون جاك روسو: "خير عادة يتعلمها الطفل هو أن لا يعتاد على شيء".

الحجة 4: كما أنها تضعف الحساسية، وتقوي الفعالية الحركية الحسية على حساب الفعالية الفكرية (الذهنية)، فالطالب مثلا في كلية الطب، تعود على أن لا ينفعل أثناء قيامه بالتشريحات، لذلك نجد جون جاك روسو يقول في هذا الصدد : "إن المعاتبة المستديمة لمشهد البؤس تقسي القلوب"، وهذا ما نبه إليه الشاعر الفرنسي سولي برودوم الذي يقول كذلك: "إن جميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشرا وبحركاتهم آلات"، كل ذلك يبرر كون أن العادة هي عبارة عن سلوك سلبي لدى الإنسان.

نقد فكرة أن العادة سلوك سلبي

صحيح أن كل هذه المبررات تؤكد فكرة أن العادة تبقى مجرد سلوك سلبي، ولها آثار السلبية على حياة الانسان، لكن هذا لا ينفي الجوانب الإيجابية للعادة، فهي تبقى وظيفة نفسية حيوية يقتضيها التكيف الإنساني مع محيطه الخارجي.





العادة سلوك إيجابي (نقيض الأطروحة)

وعلى النقيض مما سبق، فالعادة تترك آثار إيجابية على سلوك الإنسان، وليست سلبية، ذلك ما يدافع عليه العديد من المفكرين والفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الإجتماع، ونجد على رأسهم مين دو بيران ومودسلي، فهؤلاء يؤكدون على الآثار الإيجابية للعادة على سلوك الأفراد، ففي اعتقادهم أن العادة هي أداة للتكيف وشرط وجود المجتمع، ويبررون ذلك بالاعتماد على مجموعة من الحجج والبراهين نذكر منها الحجج التالية:

الحجة 1: إن العادة تحقق المرونة في العمل، فهي تجعل المتعود يؤدي أعماله بدون مشقة أو عناء، والفرق واضح بين المتعود على السياقة والمبتدإ فيها، فالأول يؤديها بيسر وبأقل تكلفة، في حين أن الثاني يؤديها بصعوبة ومشقة وعناء أكبر، وذلك راجع إلى كون المرء لم يتعود عليها بعد، بالاضافة إلى ذلك، فالعادة تحقق الإنسجام والتوافق بين أفراد المجتمع، فهي تجعل البيئة مألوفة إليهم، وهذا ما يبرر مرونة وسهولة العلاقات الإجتماعية، حيث تصبح لديهم عادات مشتركة مثل الغذاء، الملبس، المأكل...إلخ.

الحجة 2: ثم إن للعادة أثر فعال في التكيف، فهي تحقق التلاؤم المطلوب بين الفرد والظروف الطبيعية، فلولا التعود لما تمكن سكان الصحراء من العيش في المناطق الحارة، ولولاها لما تمكن سكان الإسكيمو من العيش في الجو البارد، ولولا العادة كذلك لما تمكن الغواص من العمل في أعماق البحر، أضف إلى ذلك فالتعود على الصعاب والاعتماد على النفس، يكسب صاحبه الثقة بالنفس، وهذا يساهم في تقوية شخصية المرء، كما أن العادات الحسنة من شأنها أن تكون عقبة أمام اكتساب العادات السيئة، فالمتعود على الاستقامة والصدق والإخلاص، لا يمكنه أن يتصرف على خلاف ما تعود عليه، فالتلميذ مثلا، الذي لم يحصل له أن غش في مسيرته الدراسية لا يستطيع أن يغش.

الحجة 3: بالإضافة إلى ذلك، فالعادة تحرر الإنتباه والشعور، وتجعل المرء يؤدي أكثر من عمل واحد في وقت واحد، فالتلميذ الذي يتقن الكتابة بطريقة آلية مثلا، يستطيع في نفس الوقت أن يركز انتباهه مع الدرس، وبهذا تيسر العمل وتجعل صاحبها يؤديه بمهارة، فالعادة إذن تحرر الإنتباه، والإرادة تجعل الإنسان مستعد لإنجازات جديدة ومواجهة مواقف جديدة، ولهذا يقول مودسلي: "لولا العادة لكان في قيامنا بوضع ملابسنا وخلعها يستغرق نهارا كاملا".

الحجة 4: كما أن العادة تقدم خدمات كبيرة، منها الإقتصاد في الوقت والجهد بنوعيه العضلي والفكري، وتحقق الدقة والإتقان في العمل، كما أن اكتساب عادة من العادات، تساعد على اكتساب عادات أخرى، فالشخص مثلا الذي يضرب على الراقنة لن يجد صعوبة في الكتابة أو التعلم على الكمبيوتر، لذلك يقال : "إن اكتساب فضيلة يساعد على اكتساب اخرى".

نقد فكرة أن العادة سلوك إيجابي

وهكذا، فالعادة لها آثار إيجابية  تعود بالنفع على صاحبها، وتيسر له العمل وتساعده على تحقيق التكيف والتلاؤم، فهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، لكن هذا لا يعني أن العادات لها آثار إيجابية بشكل مطلق، لأن استقراء الواقع يكشف على أنها قد تعيق الفكر وتتسبب في تراجع الشخصية بدل من تطورها وتقدمها، كالإدمان على المخدرات مثلا.





التركيب

يتبين مما سبق، أن العادات في واقع الأمر هي على نوعين عادات إيجابية فاعلة، وعادات سلبية ضارة منفعلة، وآثارها تتحدد وفقا لعلاقتها بالإرادة، فإدا كانت الإرادة مسيطرة، وكانت العادة خاضعة للفكر وتحت سيطرة الوعي، ففي هذه الحالة تكون إيجابية، وتتيح لصاحبها إمكانية الاستفادة منها عند الحاجة إليها أو تركها عندما لا يقتضي الأمر، أما إذا كانت العادة مستبدة بالإرادة ومسيطرة على الفكر، في هذه الحالة تجعل الإنسان عبدا لها، تفقده حريته وتجرده من إنسانيته فتكون بذلك ضارة أو سلبية، ويقول شوفالي في هذا الصدد: "العادة أداة للحياة أو الموت حسب استخدام الفكر لها".

حل المشكلة

نستنتج مما سبق، أنه ليست كل العادات سلبية وليست كلها نافعة، فأثر العادة يتحدد حسب مساهمتها في تنمية وتطوير شخصية الفرد وتقدمها، ومدى مساعدته على تحقيق التكيف والتلاؤم المطلوب مع المحيط.

وأخيرا، نتمنى أن تكون هذه المقالة قد نالت إعجابكم، وقد وجدتم فيها ما تبحثون عنه، فهي مقالة فلسفية جاهزة خاصة بتلاميذ السنة الثالثة ثانوي شعبة آداب وفلسفة، وهي مقالة بالطريقة الجدلية حول العادة والإرادة إجابة على سؤال هل العادة سلوك سلبي أم إيجابي، وتعتبر هذه المقالة الفلسفية من أفضل المقالات الفلسفية على الإطلاق.

اقرأ المزيد

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-