هل الشعور هو أساس الحياة النفسية؟ أحسن مقالة فلسفية جاهزة
![]() |
مقالة فلسفية جاهزة حول الشعور واللاشعور |
في هذه المقالة الفلسفية الجدلية الجاهزة، سنحاول معالجة مشكلة الشعور واللاشعور، وخاصة عنصر أساس الحياة النفسية، وذلك إجابة على السؤال الرئيسي التالي: هل الشعور هو أساس الحياة النفسية؟، وهذه المقالة خاصة بتلاميذ السنة الثالثة الثانوي شعبة آداب وفلسفة، وسنحاول معالجة هذه المقالة الفلسفية من خلال طرح المشكلة في المقدمة، والتي هي أن الحياة النفسية بين الشعور واللاشعور، ثم سنقدم منطق الأطروحة الذي مضمونه أن الشعور هو أساس الحياة النفسية، وبعدها نقدم نقدا لهذه الأطروحة، ثم بعدها نقدم الأطروحة النقيض التي تقر بأن اللاشعور هو أساس الحياة النفسية، ثم نقدم نقدا لهذه الأطروحة، وبعدها نخرج بتركيب للمقالة ثم رأي شخصي، وصولا إلى حل للمشكلة كخاتمة للمقالة الفلسفية.
محتويات الموضوع
- الحياة النفسية بين الشعور واللاشعور (طرح المشكلة).
- الشعور هو أساس الحياة النفسية (منطق الأطروحة).
- نقد فكرة أن الشعور هو أساس الحياة النفسية.
- اللاشعور هو أساس الحياة النفسية (نقيض الأطروحة).
- نقد فكرة اللاشعور هوأساس الحياة النفسية.
- التركيب.
- الرأي الشخصي.
- حل المشكلة.
الحياة النفسية بين الشعور واللاشعور (طرح المشكلة)
تمثل الظواهر النفسية الصادرة عن الإنسان، من ذاكرة وتخيل وعواطف ورغبات وميول، موضوع دراسة لعلم النفس، وهي بمثابة أحوال باطنية وذاتية يتم إدراكها والتعرف عليها بواسطة الشعور، على اعتبار هذا الأخير إدراك المرء لأحواله وأفعاله إدراكا مباشرا، إلا أن هناك أحوال نفسية أخرى غير باطنية، لا نستطيع إدراك حقيقتها ولا نشاطها، والتي لها تأثير عميق على سلوكنا، وهي تشكل ما يعرف باللاشعور، والمقصود به مجموعة من الأحوال النفسية الباطنية التي تؤثر في سلوك الفرد وتفكيره ومشاعره دون أن يشعر بها، هذا ما جعل مسألة أساس الحياة النفسية كمشكلة نفسية، تحتل مكانة مرموقة في أبحاث العديد من المفكرين والفلاسفة والعلماء، وهو ما نتج عنه اختلاف وتباين في المواقف والتصورات، فمنهم من يعتقد بأن الحياة النفسية في حقيقتها هي حياة شعورية، ومنهم من يقر بوجود حوادث نفسية لا واعية تفلت من قبضة الشعور، وهذا ما يمنح التساؤلات التالية مشروعيتها: هل الحوادث النفسية حوادث شعورية في مجملها أم هناك حوادث لا شعورية؟، وبعبارة أخرى : هل يرجع ما نقوم به من سلوكات وما نعيشه من أحوال نفسية إلى الشعور أم أن اللاشعور له تأثير في الحياة النفسية؟.
الشعور هو أساس الحياة النفسية (منطق الأطروحة)
إن الشعور هو المبدأ والأساس الوحيد للحياة النفسية، ذلك ما يدافع عليه أصحاب النظرية العقلية الكلاسيكية وعلى رأسهم الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت، فالحياة النفسية والحياة الشعورية في رأيه متطابقان مترادفان تجمعهما علاقة تماهي، فكل ما هو نفسي شعوري بالضرورة، لأن الشعور لا يفارق النشاطات النفسية، بل يلازمها ويصاحبها من بدايتها إلى نهايتها، ولتأكيد تصورهم اعتمد أصحاب هذا التصور مجموعة من البراهين والحجج، نذكر منها الحجج الآتية:
الحجة 1: ليس منطقيا أن نقول بأننا نشعر بما لا نشعر به، فالحياة النفسية هي حياة شعورية، ويقول ابن سينا في هذا الصدد: "لا يعقل تصور عقلا لا يعقل ونفسا لا تشعر"، وهكذا فمن باب التناقض أن نقول بوجود حياة نفسية لا شعورية، فلا يمكن تصور نفس لا تشعر، بحكم وعي المرء بكل عملياته العقلية والنفسية، فالشعور ديمومة، فهو تيار متصل يحايث كل عملية نفسية، يقول الفرنسي رونيه ديكارت في ذلك: "أنه لا وجود لحياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية".
الحجة 2: كما أنه لو كان اللاشعور موجودا لكان قابلا للملاحظة، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور، لأننا لا نشعر به، ولا ملاحظته خارجيا لأنه نفسي، وماهو نفسي فهو باطني وذاتي، وهذا معناه أن اللاشعور ضرب من الخيال.
الحجة 3: إن الفرنسي رونيه ديكارت يتصور في الانسان ثنائية تتمثل في الروح والبدن، فالبدن هو كيان مركب وممتد، والروح أو النفس هي جوهر بسيط مفكر وواعي غير قابل للانحلال، فإذا كان من غير
المعقول تصور جسم بدون امتداد، فإنه من غير المعقول أيضا تصور نفس من دون تفكير، وإن
كان الإمتداد يلازم الجسم دوما، فالشعور يلازم النفس دوما كذلك، وهكذا فالنفس تعي
وجودها أو تشعر بكل أحوالها النفسية، فلا يحدث فيها شيء دون أن تعيه، لأنها تفكر
دوما ولا تنقطع عن التفكير، إلا إذا انعدم وجودها، ويقول ديكارت في ذلك: "متى انقطعت عن
التفكير انقطعت عن الوجود"، ومادام أن النفس تشعر بوجودها، فإن الشعور لا
يفارقها، وإنما هو أساس وجودها، لذلك يقول ديكارت: "إن النفس أو الروح تستطيع تأمل
أفكارها والمثابرة في تفكيرها والشعور بكل واحدة منها"، أما الحوادث
اللاشعورية، فهي تتمثل في بعض النشاطات الفيزيولوجية الآلية، التي تحدث دون وعي منا
كانقسام الخلايا، ويقول ديكارت "لقد ثبت عندي هذه الأنا، أعني نفسي التي بها أكون، أنها تتميز عن جسمي تميزا تاما، وهي قادرة على أن تكون أو توجد بدونه".
نقد فكرة أن الشعور هو أساس الحياة النفسية
صحيح أن للشعور قيمة في النشاط النفسي، إلا أن ذلك لا يعني أن هناك تماهي بين الشعور والنفس، فمعطيات علم النفس الحديث أكدت أن الحياة النفسية ليست مطايقة للحياة الشعورية، فالنفس أوسع من الشعور الذي يعتبر جوهر ميتافيزيقي غامض، ومعطياته غير كافية لفهم ما يجري في النفس، والدليل على ذلك أن هناك حياة حالات نفسية لا شعورية، بحيث أن الإنسان يعيش الكثير من الحالات دون أن يعرف سببها، فكيف نفسر الصور التي تنتابنا أثناء النوم (الأحلام ) التي يكون الشعور فيها غائبا، والقيود الاجتماعية ليست لها وجود؟ وكيف نفسر عدم وجود أي إرادة وأي اختيار لمواضيع أحلامنا؟ وكيف نفسر كذلك فلتات اللسان التي تطغى على الدوام على لسان الانسان؟ وما هي الحجج التي يمكن تقديمها ضد النسيان؟ حيث تغيب علينا الذكريات التي نريد استحضارها، فنجدها غائبة بشكل إرادي، وإن هذه الحالات وغيرها، لا يمكن التسليم أنه لا سبب لها، وإلا كان ذلك إنكارا لمبدأ السببية، وهكذا فإذا كانت غير معروفة تكون أسبابها مجهولة، وقد فلتت من قبضة الوعي، إذا فهي بذلك لا شعورية، أضف إلى ذلك، أن الملاحظة ليست دليلا على وجود الأشياء، فيمكن أن نستدل على وجود الشيء من خلال آثاره فقط، فلا أحد يستطيع ملاحظة الجادبية أو التيار الكهربائي، لكن آثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما.
اللاشعور هو أساس الحياة النفسية (نقيض الأطروحة)
وعلي خلاف التصور الأول، فليس هناك تماهي وتلازم بين النشاط النفسي والنشاط الشعوري،بل الحياة النفسية أعمق وأوسع من الشعور، بمعنى أن الشعور لا يمثل مجمل الحياة النفسية، وإنما هو في حقيقة الأمر جزء ضئيل منها، فاللاشعور هو الجزء الأكبر في الحياة النفسية تماما، مثل كرة الثلج التي تطفو على سطح الماء فالجزء الأكبر منها لا يظهر، وكذلك الأمر بالنسبة للحياة النفسية، فالجزء الأكبر الذي لا يظهر هو اللاشعور، أما الجزء الضئيل الذي يظهر فهو الشعور، وهذا التصور يدافع عليه رواد مدرسة التحليل النفسي وفي مقدمتهم الطبيب والعالم النفساني النمساوي سيغموند فرويد، وذلك بالاستناد إلى مجموعة من الحجج والبراهين نذكر منها ما يأتي:
الحجة 1: أثبتت التجارب الاكلينيكية وجود مكبوتات هي المسؤولة عن الأمراض النفسية مثل الهستيريا، الصرع والاضطرابات النفسية، فهناك علاقة سببية بين بعض الذكرايات الأليمة والأعراض العصبية، وزوال هذه الأمراض، يتم بانتقال هذه الذكريات إلى ساحة الوعي أو الشعور، وهذا ما يثبت عملية اللاشعور، ثم إن جوزيف بروير قد أجرى في نهاية القرن التاسع عشر، تجربة على فتاة مصابة بالهستيريا، فلاحظ أنها كانت تتمتم في حالات الغيبوبة بكلمات بدى له أنها تتعلق بهموم شخصية حميمية، فوضعها في حالة تنويم مغناطيسي، وأعاد عليها تلك الكلمات فكررتها المريضة، وكونت تخيلات تتسم بالكآبة، وبعد ترديد عدد منها تحسنت وعادت إلى حالتها الطبيعية، واختفى التحسن في اليوم التالي، وبعدها عاد فظهر بعد جلسة جديدة، وواصل علاجه على هذا النحو حتى شفيت، ولقد خلص بروير في الأخير إلى أن المريضة لم تستطع أن تتبين الصلة بين أعراضها وبين خبرات حياتها، ولكنها في حالة التنويم (اللاشعور) كشفت فورا عن الصلة المفقودة، أي أن أعراضها كانت بمثابة ذكريات من مواقف وجدانية ماضية، وعندما تنجز تلك المكبوتات في الخيال (اللاوعي)، تزول تلك الأعراض، وذلك ما يفسر أن أعراض الهستيريا لا تعود لأسباب عضوية، بل هي متولدة عن أسباب نفسية لا شعورية لا يعيها المريض.
المستوى 1: الهو وهو مستودع الطاقات الغريزية، ومجموع الدوافع الغريزية الفطرية في الانسان، وهو وثيق الصلة بالناحية الجسمية البيولوجية، والمتحررة كليا من القواعد الأخلاقية وسلطة الضمير (لا تراعي أحكام العقل والدين)، وهكذا فالهو يعبر عن الواقع النفسي الحقيقي.
المستوى 2: الأنا الأعلى ويتمثل في مجموع القيم والقواعد الأخلاقية والدينية التي يفرضها المجتمع، ويكتسبها الطفل من تربية الوالدين، والتي يحل بدلا عنها الضمير السامي كسلطة مراقبة داخلية، تكبح غرائز الهو وتجبرها على التكيف مع القيم السامية، وتجسد هذه السلطة في صيغتين محوريتين وهما: (يجب أن) و(لايجب أن )، وحسب سيغموند فرويد تعرف الحياة النفسية صراعا حادا بين الأنا الأعلى والهو، بمعنى بين قوة غريزية غير مهذبة تريد الإشباع، وبين الضمير الأخلاقي الذي يمثل سلطة رادعة تمنعها من الإشباع، إلا ضمن قيم وأخلاق المجتمع.
المستوى 3: الأنا ويتدخل لفك الصراع، وإحداث التوازن بين الهو والأنا الأعلى، فيعمل على إشباع رغبات الهو مع مراعاة قيم الأنا الاعلى في نفس الآن، ويرى فرويد أن رغبات الهو التي لا تتحقق، ستحال إلى اللاشعور، لكنها بالمقابل لا تستسلم بل تعمل جاهدة على العودة إلى ساحة الشعور متحايلة عليه في شكل أحلام وزلات قلم وفلتات لسان يعجز الشعور عن تفسيرها.
الحجة 3: لقد أكدت تجارب التحليل النفسي العلاجية القائمة على أسلوب التداعي الحر، والتي أجراها سيغموند فرويد على مرضاه، أن الكبت هو علة اللاشعور، وهو نتيجة تضارب رغبتين، يتم إشباع إحداها وصد الأخرى، وهو ظاهرة نفسية لا شعورية، يحدث بسبب كبت المريض للأحداث المؤلمة الحزينة أو الرغبات المنبوذة اجتماعيا أو الحوادث التي تمس الكرامة والشرف، غير أن الكبت لا يعني اختفاء الميول المكبوتة نهائيا، بل تبقى نشطة ديناميكيا وتظهر في مظاهر متعددة منها:
النسيان: فقد بينت مدرسة التحليل النفسي أن نسيان بعض الأسماء أو الكلمات أو الاشياء له دلالة ومعنى، فهو يرجع إلى أسباب ودوافع لاشعورية يؤلمنا تذكرها، فنحاولها كبتها في اللاشعور، فحين ينسى احدنا اسم بلد معين، فإن نسيانه يعبر عن سبب لاشعوري في عدم الرغبة في تذكر ذلك الاسم، ربما لما له من ذكريات أليمة مثل الكيان الصهيوني أو فرنسا مثلا.
الحيل: وهي آليات دفاعية يتخذها الأنا للدفاع عن نفسه دون وعي، ومنها حيلة التعويض ومفاده أن وجود أي نقص في جانب من جوانب شخصية الإنسان يدفعه بطريقة لاواعية إلى اتخاذ سلوك بديل لتغطية نفسه، ونجد كذلك حيلة التبرير وهي آلية دفاعية تجعل الانسان يبرر أفعاله بردها إلى أسباب أخرى، أو ربطها بالأخرين، فالطالب الذي يفشل في الامتحان مثلا، عندما يسأل عن سبب فشله، يبرر ذلك بصعوبة الإمتحان وعدم كفاءة أساتذته، ولا يبرر ذلك بسبب كسله، ثم حيلة الإعلاء أو التصعيد (التسامي) فمن خلاله يقوم الأنا بتحويل الميول العدائية والرغبات الجنسية والسمو بها في شكل أعمال مقبولة اجتماعيا، فالغرائز الجنسية في نظر سيغموند فرويد، تتحقق في أعمال سامية كالفن والرياضة والأدب... كما أن الميول العدائية تعبر عن نفسها في شكل سامي في أن تبرر مثلا في النقد.
فلا يمكن لمنهج الاستبطان (التأمل الباطني) القائم على الشعور، أن يمكننا من معرفة المظاهر
اللاشعورية السالفة الذكر، (الأحلام النسيان الأغلاط اللاشعورية الحيل ..)، وبالتالي لا بد من أن نستدل على وجودها من خلال أثرها
على السلوك، وهو ما يؤكد فكرة أن اللاشعور هو أساس الحياة النفسية في نظرهم.
نقد فكرة اللاشعور هوأساس الحياة النفسية
صحيح أن اكتشاف اللاشعور كان له قيمة نظرية وعلمية، لكن تفسير سيغموند فرويد فيه نوع من المغالاة، لأنه بالغ
في تضخيم دور اللاشعور في الحياة النفسية على حساب الشعور، وهذا يتنافى مع وجود
الإنسان القائم على الوعي، ثم إن ما يآخذ عليه فرويد، هو أنه اختزل الوجود الإنساني
في مستوى الغرائز الجنسية، فقد فسر كل النشاط الإنساني بإرجاعه إلى الليبدو، وذلك لا ينسجم مع
طبيعة الانسان العاقلة والواعية، فلو كان الأمر كذلك لما تميز الإنسان عن الحيوان، ولكان في
مستوى البهائم، أضف إلى ذلك، أن فرضية اللاشعور ليست حقيقة علمية، وإنما هي مجرد فرضية تفتقر لما يؤكدها علميا، خاصة وأن تجارب سيغموند فرويد اقتصرت على المرضى فقط دون
الأسوياء، بدليل ظهور فرضيات جديدة مضادة لها من طرف تلامذته، خاصة تلميذه آدلر الذي يرى أن
اللاشعور ليس مرده إلى الليبدو، وإنما هو راجع إلى الشعور بالقصور (النقص)، أما كارل
يونغ فقد عارض هو الآخر أستاذه سيغموند فرويد، ورأى أن النظرية الجنسية غير كافية، بل ينبغي أن
تظاف إليها الحاجة الى السيطرة، وفضلا عن ذلك، فقد بلغ الاعتراض على نظرية التحليل
النفسي إلى حد أن هناك من أنكر حتى وجود اللاشعور، ومن بينهم الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر، الذي اعتبر السلوك الانساني يجري
دائما في مجال الشعور، وأن اللاشعور في نظره مجرد خداع، وقد عبر عنه في نظريته خداع
النفس.
التركيب
في الحقيقة أن الحياة
النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور، فالشعور بحوادثه وأحواله
التي بدونها لا يمكن للإدراك وسائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها
أو مع العالم الخارجي، واللاشعور بمخزونه المتنوع كرصيد ثري يمكن في آن واحد من استكشاف
تاريخ الفرد، وكذا تقويم سلوكه وبذلك لا يجدر بنا أن ننظر إلى الشعور على أنه ساحة
صراع بين متناقضات، وإنما بوصفه آلية للتوازن والتكيف والمعرفة، ولا إلى اعتبار
اللاشعور سجنا للرغبات المكبوتة، التي قد تعصف بكيان الشخص وشخصيته، بل كطاقة
يمكن توجيهها نحو الإبداع العلمي والفني، وهكذا تظل نظرية اللاشعور اجتهادا اقرب إلى الافتراض الفلسفي منه إلى النظرية العلمية، حثى يثبت العكس، لكن لابد من الإشارة دائما، إلى أن الحياة النفسية واسعة، بحيث أنها تتسع للشعور واللاشعور معا.
الرأي الشخصي
وفي اعتقادي الشخصي، فالحياة النفسية للإنسان حياة شعورية بالدرجة الأولى، لأنه يعيش معظم
لحظات حياته واعيا، ولأن من خصائص الشعور الديمومة والاتصال، إلا أن هناك جانب آخر
لاشعوري له دور مهم في تنفيس الرغبات المكبوتة، ولكلا الجانبين دور وأهمية في
الحياة النفسية للإنسان.
حل المشكلة
نستنتج مما سبق، أن الشعور ليس هو الأساس الوحيد الذي تقوم عليه الحياة النفسية، وإنما هناك مبدأ آخر وهو اللاشعور، فهناك تكامل بينهما، فما يفلت من قبضة الشعور يمكن رده إلى اللاشعور الذي هو في نظر النمساوي سيغموند فرويد مركز الثقل في الحياة النفسية، وهكذذا، فالحياة النفسية ليست كلها مبنية على الوعي، وليست كلها مبنية على اللاوعي، وإنما تنطوي على وعي نسبي.
نتمنى أن تكون هذه المقالة الفلسفية الجدلية الجاهزة قد قدمت لكم بعض الفائدة ونتمنى لكم التوفيق في مسيرتكم الدراسية، وللإشارة أن هذه المقالة الفلسفية هي خاصة بتلاميذ السنة ثالثة ثانوي آداب وفلسفية، وهي تعالج مشكلة الشعور واللاشعور، خاصة عنصر أساس الحياة النفسية للإنسان، وهي عبارة عن جواب على السؤال، هل الشعور هو أساس الحياة النفسية؟