سبتمبر 29, 2021أفضل مقالة فلسفية جاهزة: قارن بين الإشكالية الفلسفية والمشكلة العلمية

قيمة الشخص: مقدمة جاهزة وملخص للمواقف الفلسفية

الشخص بوصفه قيمة

سنحاول من خلال هذا المقال تقديم مقدمة جاهزة لمحور قيمة، وكذلك ملخص لجميع المواقف الفلسفية التي تجيب عن الإشكالات التي يطرحها هذا المحور، وللإشارة أن هذا المحور هو المحور الثاني من مفهوم الشخص، الذي يمثل بدوره الموضوع الأول أو المفهوم الأول ضمن مجزوءة الوضع البشري، من البرنامج الدراسي لمادة الفلسفة للثانية بكالوريا، وهذا الملخص والمقدمة الجاهزة، يخص جميع تلاميذ السنة الثانية بكالوريا دون استثناء، سواء الشعب العلمية والتقنية بجميع مسالكها، أو الشعب الأدبية بجميع مسالكها، وتعتبر هذه المواقف الفلسفية من أبرز المواقف التي يتطرق لها الأساتذة في دروسهم، بل هي التي ستفيدكم في الامتحان الوطني الموحد للبكالوريا، لذلك يمكن أن نقول بأن هذا المقال يمثل أفضل ملخص للمواقف الفلسفية لدرس قيمة الشخص، ويمثل كذلك أفضل مقدمة لمحور الشخص بوصفه فيمة.

محتويات الموضوع

1. مقدمة جاهزة لدرس قيمة الشخص.
2. أفضل ملخص للمواقف الفلسفية.
3. موقف إيمانويل كانط حول قيمة الشخص.
4. موقف جورج غوسدورف حول قيمة الشخص.
5. موقف فريدريك هيجل حول قيمة الشخص.
6. موقف جون راولز ول قيمة الشخص.
7. موقف إيمانويل مونييه حول قيمة الشخص.
8. موقف طوم ريغان حول قيمة الشخص.
9. رأي شخصي حول قيمة الشخص.

مقدمة جاهزة لدرس قيمة الشخص

تعتبر هذه المقدمة الجاهزة من أفضل المقدمات الجاهزة التي يمكن الاستعانة بها في الكتابة الفلسفية عندما يكون الموضوع يتحدث عن الشخص بوصفه قيمة، لأنها مقدمة تراعي الخطوات المطلوبة في الكتابة الفلسفية، سواء عندما نكون أمام تحليل لنص فلسفي أو قولة فلسفية أو سؤال إشكالية مفتوح، فهذه المقدمة الجاهزة تتضمن تأطيرا للموضوع الذي سيكون مطروحا للاشتغال عليه في الامتحان، تأطير من الناحية التاريخية وكذلك تأطير ضمن المجال الفلسفي الذي يناقش فيه هذا الموضوع، ثم أنها مقدمة تنطوي على الاشكالية وكذلك المفارقة التي تمثل أمرا صعبا بالنسبة للتلاميذ، إضافة إلى هذا، فهذه المقدمة تتضمن للإشكال الرئيسي ثم الأسئلة الفرعية، لكن هذا لا يعني أن هذه الصيغة هي الصيغة النهائية بل يمكن للتلميذ التعديل عليها، وهي مقدمة صالحة لجميع المواضيع التي تتحدث عن قيمة الشخص.

مضمون المقدمة الجاهزة

يطرح الوضع البشري كمجال فلسفي عدة صعوبات وتعقيدات، تعترض المهتمين بالقضايا المتفرعة عنه، ويمثل الوضع البشري مجموع الأبعاد والعوامل التي تتعلق بالإنسان وهي: البعد الذاتي ثم التفاعلي ثم البعد التاريخي، ويرتبط موضوع اشتغالنا بالبعد الذاتي للوضع البشري وهو موضوع الشخص، حيث انكب العديد من الفلاسفة والمفكرين عبر تاريخ الفلسفة على دراسته، نظرا لطبيعته المعقدة وإشكالاته المتعددة، من بينها إشكالية قيمة الشخص التي تتميز بطابعها المعقد، فالملاحظ أن علاقة الأشخاص مع بعضهم البعض، قد تكون بدافع تحقيق المصالح الذاتية، وبالتالي تكون قيمة الشخص نسبية، على اعتباره وسيلة لتحقيق الأغراض، لكن قد تكون هذه العلاقة أرقى من ذلك، تجعل من الشخص غاية في ذاته، وهو ما يمنحه قيمة مطلقة، وهذا ما يدفعنا لطرح التساؤلات التالية من أين يستمد الشخص قيمته؟ هل من مصدر خارجي متعلق بما يبدله في سبيل خدمة الآخرين؟ أم يستمدها من ذاته؟ وبمعنى آخر، هل يستمدها من كونه غاية في ذاته أم من كونه مجرد وسيلة؟ وبالتالي، هل يتمتع الشخص بقيمة مطلقة أم نسبية؟

شاهد أيضا

ملخص المواقف الفلسفية لدرس الشخص بوصفه قيمة

بعد التطرق للمقدمة الجاهزة الخاصة بدرس قيمة الشخص، يأتي الدور على أفضل ملخص للمواقف الفلسفية الخاصة بهذا المحور، فهذه المواقف الفلسفية تمثل جوابا على الإشكالات التي يطرحها محور قيمة الشخص من مفهوم الشخص ضمن مجزوءة الوضع البشري، وهي نفسها الإشكالات التي تطرقنا لها في المقدمة السابقة، وبما أن التفكير الفلسفي بطبعه يؤمن بالإختلاف، سنجد هناك اختلافات متعددة بين المواقف التالية، وقد يصل هذا الإختلاف إلى حد التناقض، لكن لا يعني أن هناك موقف فلسفي يملك الحقيقة دون الموقف الآخر، بل يمكن القول أن كل تصور فلسفي إلا ويملك جزء من الحقيقة، بمعنى يمثل جوابا على جانب من الإشكالات المطروحة، وفيما يأتي ملخص للمواقف الفلسفية.

 

 

1- موقف إيمانويل كانط حول قيمة الشخص

يرفض إيمانويل كانط المفاضلة بين الناس، فلا ينبغي النظر إلى الإنسان كظاهرة طبيعية أو وسيلة لإدراك غايات معينة، فهذا من شأنه أن يجعل منه سلعة أو بضاعة خاضعة لمنطق السوق، فتصبح قيمته نسبية كقيمة الأشياء، في حين، أن قيمة الإنسان ينبغي أن تكون قيمة مطلقة، لأنه يتجاوز الأشياء بعقله وأخلاقه، وبمجرد اعتبار الشخص ذات مفكرة، يترتب عنه حتما أنه كائن حر ومسؤول أخلاقيا وقانونيا، مما يعني أن الناس متساوون، وبالتالي فالشخص يمتلك قيمة وكرامة لا تقدر بثمن تستحق كل الاحترام والتقدير، وهكذا، لابد من التعامل معه كغاية في ذاته، وليس كوسيلة أو شيء، فهذا هو جوهر كل تصور أو تعامل أخلاقي مع الإنسان.

2- موقف جورج غوسدورف حول قيمة الشخص

يميز جورج غوسدورف بين الشخص والفرد، فالفرد منعزل، وبالتالي ينبغي للإنسان التخلص من النزعة الذاتية الفردية، والخروج نحو الآخرين ومشاركتهم والتضامن معهم، فالإنسان ذات مستقلة، وليس معنى الاستقلالية هنا هو العزلة المطلقة عن الآخرين، فلكي يحقق الشخص وجوده كذات واعية، ويحقق كماله الأخلاقي، لابد من الإنفتاح على الآخرين ومشاركتهم والتضامن معهم بمختلف أشكال التضامن، لأن التعايش مع الآخرين والتضامن معهم، هو الذي ينمي الفكر الأخلاقي ويحقق هذا الكمال، وبالتالي فالفرد منعزل والشخص مشارك للغير ومنفتح عليه، ويقول جورج غوسدورف في هذا الصدد: "يدرك الشخص الأخلاقي أنه لا يوجد إلا بالمشاركة".

3- موقف فريدريك هيجل حول قيمة الشخص

يرى فريدريك هيجل أن كل فرد داخل المجتمع، له دور ومكانة ومهمة محددة، يختارها بإرادته الحرة، هذه المكانة تكون محاطة بالعديد من الواجبات التي ينبغي للشخص أن يمتثل لها، فالقيمة الأخلاقية للشخص تكمن في امتثاله للواجبات، هذا الدور وهذه الواجبات هي من تحديد التشريعات الخاصة بالمجتمع، والتي تمثل روح الشعب، وبالتالي بالإضافة إلى الإمتثال للواجبات المرتبطة بالمهمة والدور الذي يقوم به، لابد من الإمتثال كذلك للقوانين، وهذا من شأنه السمو بالشخص إلى مرتبة أعلى تتمثل في الوعي بذاته كذات حرة منفتحة على الواقع وعلى الآخرين، مساهمة في بناء العلاقات الاجتماعية القائمة على التأثير والتأثر، وهكذا فمادامت قيمة الشخص مرتبطة بامتثال للواجبات المؤطرة للمهمة الموكولة له، فهذا معناه أن قيمته نسبية ومتغيرة.

 

 

4- موقف جون راولز حول قيمة الشخص

يرى جون راولز بأن قيمة الشخص ترتبط بمدى انفتاحه على الآخرين والتعاون معهم، ومشاركتهم في الحياة الإجتماعية، فلكل شخص موقعه الكامل داخل المجتمع الديمقراطي، وهو ملزم بالمشاركة في بناء هذا المجتمع، واحترام كل الحقوق والواجبات، والالتزام بمبادئ الأخلاق، وترسيخ قيم الإنصاف والعدالة، وهكذا، فكلما ساهم الشخص كمواطن وكفاعل اجتماعي في تحقيق قيم العدالة والخير، انطلاقا من الأدوار التي يقوم بها داخل المجتمع، كلما كسب قيمته، ويقول جون راولز في هذا الصدد " إن الشخص باعتباره ذلك الكائن القادر على المشاركة في الحياة الإجتماعية ... يتوفر على قدرة التأثير واحترام مختلف الحقوق والواجبات"، وبالتالي فقيمة الشخص هي قيمة نسبية ومتغيرة.

5- موقف إيمانويل مونيي حول هوية الشخص

يتصور إيمانويل مونيي الشخص ككيان ككيان يتسم بالإرادة والوعي والتجاوز، بخلاف الأشياء الخارجية أو الموضوعات التي هي كائنات متطابقة كليا مع ذاتها، وهكذا، فالشخص يبني صفاته الذاتية ويكتسب سماته الشخصية وقيمته باستمرار ويغنيها عبر عملية التشخصن، فهو ليس معطى نهائيا ولا جاهزا، بل هو عملية بناء واكتساب ومراكمة دائمة لسماته الخاصة، ويقول إيمانويل مونيي في هذا الصدد "إن الشخصية نشاط معيش أساسه الإبداع الذاتي والتواصل والإنخراط، يحيط بذاته ويتعرف عليها داخل فعله، باعتبار هذا النشاط حركة الشخصنة".

6- موقف طوم ريغان حول قيمة الشخص

ينتقد طوم ريغان الموقف الكانطي، الذي يرى بأن القيمة المطلقة للشخص ترتبط بعقله العملي الأخلاقي، ففي نظر طوم ريغان هناك كائنات بشرية تفتقد لتلك الخاصية، من قبيل الأطفال والمعتوهين والمرضى في حالة غيبوبة والمعاقين ذهنيا ....، وبناء على التصور الكانطي فؤلاء يجوز تجريدهم من الكرامة والتعامل معهم كأشياء، لذلك نجد طوم ريغان يؤكد على ضرورة ربط قيمة الشخص بخاصية ثابتة لديه، وهذه الخاصية هي كونه ذاتا تستشعر حياتها، وبالتالي فجميع المخلوقات التي يمكن أن تكون قابلة للحياة تحوز قيمة مطلقة، ومن ثمة تستحق أن تحترم مصالحها في عيش حياة أفضل.

 

 

 

رأي شخصي حول قيمة الشخص

رغم الإختلاف بين المواقف الفلسفية، إلا أن الملاحظ بأنها جميعها تؤدي إلى نفس النتيجة، فالشخص يستمد قيمته من خلال التعايش مع الآخرين والإنفتاح عليهم، واحترام الإنسانية في شخصه، واحترام قواعد العقل الأخلاقي العملي، التي تؤكد على التعامل مع الأشخاص كغاية وليس مجرد وسيلة، هذا ما سيسمح بتحقيق التضامن والتعاون بين الأفراد وبناء مجتمع أكثر تنظيما وأكثر عدلا.

 اقرأ المزيد

• المزيد من الفلسفة.

تعديل المقال