هام جدا

تحليل شامل لنص السؤال في الفلسفة ص 44، طه عبد الرحمان

تحليل شامل لنص السؤال في الفلسفة ص 44، طه عبد الرحمان

محور منطق الفلسفة تحليل نص السؤال في الفلسفة من كتاب في رحاب الفلسفة للجدع المشترك لطه عبدر الرحمان
السؤال في الفلسفة




يمثل تحليل نص السؤال في الفلسفة لطه عبد الرحمان ص 44، الجزء الثاني من التحليل الشامل لمحور منطق الفلسفة، وعنوان النص هو السؤال الفلسفة، وهو نص مرفق بأسئلة الفهم الموجودة في ص 46، وهذا يمثل إجابة عليها، لكن لا يجب أن ننسى أن هذا النص يوجد ضمن كتاب في رحاب الفلسفة للجدع المشترك علمي وأدبي، لكنه يعني كذلك حتى اللذين يعتمدون كتاب منار الفلسفة علمي أو أدبي



التحليل الشامل لنص طه عبد الرحمان

لم تشتهر الفلسفة بشيء كاشتهارها بممارسة السؤال، ولم يُطبق المشتغلون بها على شيء إطباقهم على هذا الوصف؛ لكن ما أن نتأمل هذه الحقيقة قليلا، حتى نتبين أن السؤال الفلسفي لم يكن شكلا واحدا، وإنما كان أشكالا اختلفت باختلاف أطوار هذه الممارسة؛ ولا يخفى أن أبرز هذه الأشكال شكلان اثنان: السؤال القديم الذي اختص به الطور "اليوناني"، والسؤال الحديث الذي ميّز الطور "الأوروبي".


أما السؤال الفلسفي اليوناني القديم، فقد كان عبارة عن فحص؛ ومقتضى الفحص هو أن يَخْتَبر السائل دعوى محاوره بأن يُلقي عليه أسئلة تضطره إلى أجوبة، تؤول في الغالب إلى إبطال دعواه؛


وخير شاهد على هذا الفحص الفلسفي، ممارسة "سقراط" للسؤال، فقد كان دأبه أن يبادر أحد (بفتح الدال) مواطنيه بسؤال عام عن مفهوم مأخوذ من مجال الأخلاق على الخصوص، حتى إذا تلقى منه جوابا معينا، ألقى عليه مزيدا من الأسئلة الواضحة التي لا يجد المحاور بدا من الرد عليها بالإيجاب، معتقدا أن هذا الرد لا يضر في شيء جوابه الأول؛ فإذا فرغ "سقراط" من أسئلته التي قد تطول وتتشعب، مضى إلى الجمع بين أجوبة هذا المحاور المختلفة، مبرزا التناقض الصريح بين جوابه الأول وأجوبته الاضطرارية اللاحقة.


وأما السؤال الفلسفي الأوروبي الحديث، فهو عبارة عن نقد؛ ومقتضى أن لا يسلّم الناظر بأية قضية -كائنة ما كانت- يقلبها على وجوهها المختلفة، ويتحقق من تمام صدقها، متوسلا في ذلك بمعايير العقل وحدها؛ 


والفرق بين "النقد" و"الفحص" هو أن الأول يوجب النظر في المعرفة ويقصد الوقوف على حدود العقل، في حين أن الثاني يوجب الدخول في الحوار ويقصد إفحام المحاور؛ وخير مثال على هذا النقد فلسفة "كانط"، حيث إنه ذهب به إلى أقصى مداه، فلم يقف عند حد التساؤل عن موضوعات المعرفة بل تعداه إلى التساؤل عن شرائط المعرفة، جاعلا، العقل نفسه موضع تساؤل -لا المعارف التي توصل إليها فحسب- حتى سُمّي قرنه بقرن النقد؛


وأخذ الفلاسفة من بعده يحتذون إلى يومنا هذا حذوه في كل ما يخوضون فيه من الموضوعات، ويشتغلون به من المشكلات إلى أن أضحت هذه الممارسة النقدية تشمل كل شيء ولا تستثني إلا نفسها، وأضحينا معها لا نكاد نحصي الأعمال التي تحمل في عنوانها لفظ "النقد".

 طه عبد الرحمن، الحق العربي في الاختلاف الفلسفي، المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى الدار البيضاء 2002 صفحات 13-14




للاطلاع على تحليل نص السؤال في الفلسفة من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-