هام جدا

ما لا تعرفه عن وهم سبق الرؤية أو ظاهرة الديجافو Déjà vu

ما لا تعرفه عن وهم سبق الرؤية أو ظاهرة الديجافو Déjà vu


 

وهم سبق الرؤية او ظاهرة الديجافو أسباب الديجافو في علم النفس
ظاهرة الديجافو أو وهم سبق الرؤية



يشعر الإنسان أحيانا بأن ما يعيشه أو يشاهده من مواقف ولحظات آنية، بأنها لحظات ومواقف مألوفة، بمعنى يشعر وكأنه شاهدها أو عاشها من قبل. وغالبا ما يكون هذا الشعور لحظيا لا يتعدى أجزاء من الثانية، لكنه يترك في الأنفس نوعا من الحيرة والتعجب، فمثلا، عندما تزور مكانا معين لأول مرة تشعر وكأنك شاهدته من قبل، أو عندما تشاهد شخصا للوهلة الأولى وتعتقد حينها أنك التقيت به من قبل، كما قد تكون جالسا في المطعم مع أصدقتئك تتناولون الطعام، تتناقشون في موضوع ما، حينها تشعر أن ذلك الموقف مألوف وانك مررت بنفس التجربة مع نفس الأصدقاء ونفس الطعام ونفس موضوع النقاش، لكن في الواقع أنت تعيش التجربة للمرة الأولى.



محتويات الموضوع

  1. أنواع ظاهرة الديجافو أو وهم سبق الرؤية.
  2. "Déjà vécu" تم رؤيته سابقا.
  3. " Déjà senti" تم الشعور به سابقا.
  4. " Déjà visité" تم زيارته سابقا.
  5. فرضيات تفسير ظاهرة الديجافو أو وهم سبق الرؤية.



هذا الشعور كما قلنا سابقا لا يدوم طويلا بل يتلاشى في أجزاء من الثانية، لكنه يخلف في أنفسنا نوعا من الغموض والحيرة والتعجب، فإذا كنت واحدا من اللذين عاشوا وضعا مماثلا من قبل، فلا تقلق لأنك لست الوحيد الذي يعيش هذه التجربة، بل ما يقارب %70 من سكان العالم يعيشون نفس التجربة، وأنت كذلك تتساءل حول السبب وراء هذه الظاهرة، إذن، بالرغم من لحظية هذه الظاهرة إلا أنها حيرت العلماء والفلاسفة، وقد أطلق الباحث الفرنسي إميل بويرك على هذه الظاهرة في كتابه "مستقبل علم النفس" إسم "الديجافو Déjà vu" وهي نوع من الشعور بالحيرة التي يعيشها الفرد، حيث يعتقد بأن المواقف التي يعيشها في الحاضر هي مواقف مألوفة، بمعنى ان ما يراه ويعيشه من تجارب ومواقف في الحاضر يشعر وكأنه عاشها ورآها سابقا، ويمكن أن نقول بأنه نوع من المعرفة المسبقة بالمواقف والتجارب المعاشة في اللحظات الآنية.



أنواع ظاهرة الديجافو أو وهم سبق الرؤية

إن الحديث عن ظاهرة الديجافو أو وهم سبق الرؤية، قد حير الجميع، وهو ليس نوع واحد، بل هذه الظاهرة تنقسم إلى أنواع، منها ما نتوهم بأننا رأيناه سابقا، منها ما نتوهم بأننا شعرنا بها سابقا، ومنها ما نتوهم بأنها أماكن سبق وأن زرناها أو تواجدنا فيها بالماضي، وهذا التقسيم يقدمه عالم النفس آرثر فنكهاوسر، وسنحاول شرح كل قسم من أقسام ظاهرة "الديجافو Déjà vu"  على حدة، لندرك الفرق الموجود بين الأصناف الثلاث.


  1. "Déjà vécu" تم رؤيته سابقا : هنا يشعر الفرد بشعور غريب وقوي، حيث يشعر بأنه رأى قبل أدق التفاصيل، وينتشر هذا النوع خاصة عند الأفراد بين 15 و 25 عاما، حيث يكون العقل في هذه القترة دو قدرة قوية على ملاحظة ما يحدث من تغيرات وتبدلات بسيطة على بيئته.
  2. " Déjà senti" تم الشعور به سابقا : ويختص هذا النوع بالمشاعر البشرية، حيث يكون هذا الإحساس طبيعيا جدا، فقد تخطر ببالنا أفكارا أو جملا ونشعر بأنها قد خطرت ببالنا من قبل، لذلك يمكن أن نقول على أن هذا النوع هو بمثابة حدث عقلي أو فكري.
  3. " Déjà visité" تم زيارته سابقا : هنا نجد أنفسنا امام حالات نادرة وغريبة، حالات بها نوع من التناقض، حيث قد نشعر بأننا نعرف مكانا حق المعرفة رغم زيارتنا له لأول مرة، بل قد أسلك الطريق الصحيح ( في هذا المكان الغريب-المألوف) من أجل بلوغ هدفي،وإن كان هذا غير مقبول علميا.


فرضيات تفسير ظاهرة الديجافو أو وهم سبق الرؤية

وهكذا، فإذا كان الفرنسي إميل بويرك هو من صاغ مصطلح "الديجافو Déjà vu" فقد اكتفى فقط بتشخيص الظاهرة دون أن يقدم توضيحا أو تفسيرا لأسباب حدوثها، لكنه مع ذلك فقد ساهم بالشيء الكثير في هذا الأمر، حيث فتح الباب أمام العلماء لتفسيرة هذ الظاهرة المحيرة المستعصية على الدراسة، وتكمن صعوبة دراستها بعمق في كونها تحدث في وقت وجيز للغاية، لذلك نجد الدراسات المتعلقة بهذه الظاهرة قليلة جدا، وغير مثبتة علميا، فكل محاولة لتفسير ظاهرة "الديجافو Déjà vu" ومعرفة أسباب حدوثها تبقى مجرد فرضيات، وفي ظل هذا نجد أنفسنا أمام تعدد فرضيات التفسير لظاهرة "الديجافو Déjà vu"، وسنحاول هنا تقديم مجموعة من الفرضيات التي تمثل محاولات لحل هذا المشكل.



الفرضية 1 : يعتقد البعض أن السبب وراء ظاهرة "الديجافو Déjà vu" هو تناسخ الرواح، إلا أن هذا التفسير لم يلقى استحسانا من طرف الكثير لأنه مخالف للمبادئ الدينية سواء الاسلامية أو الوثنية أو غيرهما.

الفرضية 2 : هناك من يعتقد بأن الأمر يتعلق بتجربة حياتية عشناها قبل قدومنا إلى الدنيا، وذلك ما يعرف بتجربة ما قبل الولادة، التي يُعتقد أن الجنين في هذه المرحلة قد اطلع على شريط حياته كاملا وبكل اجزائه، وبالتالي كل مايشعر به الفرد ما هو إلا استرجاع لما شاهده قبل الولادة (تذكر)، فعندما يتمكن من تذكر موقفه الآني، حينها يعتقد بأن هذا الموقف قد عاشه من قبل وبأنه مألوفا، لأنه تذكر جزء مما شاهده قبل الولادة.

الفرضية 3 : يرجع سبب حدوث ظاهرة "الديجافو Déjà vu" إلى عملية الإبصار، على اعتبار أن احدى العينين سجلت المشهد قبل العين الأخرى، وهكذا عندما تبصر العين الأخرى المشهد -ولو بعد أجزاء من الثانية- نعتقد بأن ذلك المشهد مألوفا، ولكن العيب في هذه الفرضية هو أنها عملت على نفي دور باقي الحواس (السمع، الشم، اللمس...) في معاينة ونقل معلومات إلى المخ حول هذا المشهد، إضافة إلى ذلك فظاهرة "الديجافو Déjà vu" حدثت مع أناس لا يرون إلا بعين واحدة، هذا ما يفند هذه الفرضية.



الفرضية 4 : السبب يعود إلى خلل في الجهاز العصبي أثناء استجابته لحدث معين، فقد تطون جالسا في المطعم وترى النادل مقبلا نحوك يحمل الطعام، وفجأة سثط على الأرض، حينها يستجيب الجهاز العصبي لأكثر من حدث واحد دفعة واحدة (شكل الرجل، صراخه عند السقوط، رائحة الطعام الرائعة) في جزء من الثانية، في هذه الحالة يصبح الحدث واحدا، هو سقوط النادل، ولكن لنفرض أن جهازك العصبي عمل على تأخير الإستجابة الخاصة برائحة الطعام مثلا، هنا سنصبح أمام حدثين منفصلين، رائحة الطعام ثم سقوط النادل (شكله وصراخه عند السقوط)، وعندما يبدأ المخ هنا بترتيب الأحداث يشعر المرء "بالديجافو Déjà vu" حيث الحدث المتأخر (رائحة الطعام) مرتبط بالحدث الأول سقوط النادل.

الفرضية 5 : بحث بعض العلماء في سجلات المرضى النفسيين، فتبين لهم بأن مرضى الصرع الصدغي Temporal lobe epilepsy سجلو هذه اللحظات قبل دخولهم في نوبات الصرع، ويقع الفص الصدغي Temporal lobe أعلى الأذن وله دور مهم في استرجاع الذكريات، فعندما تحدث نوبة الصرع، يفقد المريض السيطرة على أفكاره وحركاته لوقت قصير، وأغلب المرضى يقرون بأن الظاهرة حدثت لهم قبل الدخول في نوبة الصرع، بمعنى أن هناك علاقة بين "الديجافو Déjà vu" والفص الصدغي في الدماغ، لكن السؤال الذي يبقى مطروحا، ماذا عن غير المصابين بالصرع وتحصل معهم ظاهرة "الديجافو Déjà vu"؟

الفرضية 6 : يرجع السبب غلى تناول بعض الأدوية التي ترفع من نسبة حدوث ظاهرة "الديجافو Déjà vu"، وهي نتيجة توصل إليها بعض العلماء بعد ما قاموا بتجربة على شخص يبلغ من العمر 39 عاما، ويعاني من الظاهرة، فوجدوا أنه كان يستعمل مجموعة من الأدوية التي تحفز مادة الدوبامين (أحد الموصلات العصبية للمخ)، الذي يساهم في حدوث "الديجافو Déjà vu"، ونظرا لكون هذه المادة نشيطة عند الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاما، فقد كان البعض يعتقد سابقا أن ظاهرة "الديجافو Déjà vu" حكرا على هذه الفئة من الشباب فقط.



الفرضية 7 : السبب وراء ظاهرة "الديجافو Déjà vu" يكمن في عملية نقل المعلومات إلى المخ عبر الشرايين، حيث لا تصل المعلومات إلى صدغي المخ الأيمن والأيسر في نفس الآن، فقد تصل إلى الأيمن قبل الأيسر، وهكذا عندما تصل إلى الصدغ الأيسر متأخرة، نشعر وكأن الصورة مالوفة، فهذه الفرضية تؤكد على أن السبب وراء ظاهرة "الديجافو Déjà vu"، هو غياب التوافق الزمني في تسجيل المعلومات والأحداث ونقلها إلى نصفي الدماغ (الأيمن والأيسر).

وأخيرا، تبقى هذه الفرضيا المطروحة لتفسير ظاهرة "الديجافو Déjà vu"، مجرد فرضيات تفتقر للمصداقية، نظرا لغياب المبررات والحجاج الكافية لتعليل ذلك، وربما يكمن ذلك في صعوبة دراسة الظاهرة لأنها تحدث في أجزاء من الثانية، لأنه ليس هناك مؤشرات على حدوث الظاهرة حتى يتمكن العلماء من دراستها وتفسيرها.


من إعداد أكاديمية التفوق

اقرأ المزيد


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-