هام جدا

أفضل ملخص لمفهوم الغير مجزوءة الوضع البشري

أفضل ملخص لمفهوم الغير مجزوءة الوضع البشري




ملخص دروس مفهوم الغير للسنة الثانية بكالوريا في مادة الفلسفة من مجزوءة الوضع البشري
ملخص مفهوم الغير مجزوءة الوضع البشري



يمثل هذا الموضوع، من أفضل الملخصات لمفهوم الغير من مجزوءة الوضع البشري، حيث نقدم فيه مجموعة من المواقف الفلسفية الملخصة والمبسطة، مع شرحها بطريقة سهلة، ثم نقدم تعريفات للمفاهيم الخاصة بدرس الغير، وفي هذا الملخص تطرقنا للمحاور الثلاثة، التي تخص مفهوم الغير في مجزوءة الوضع البشري من البرنامج الدراسي لمادة الفلسفة الخاص بالثانية بكالوريا، وهي محور وجود الغير، وهو المحور الأول من مفهوم الغير، ويعالج إشكالية مدى ضرورة وجود الغير بالنسبة للذات حتى تحقق وعيا بذاتها، ثم محور معرفة الغير، وهو المحور الأول من المفهوم، ويعالج إشكالية مدى إمكانية بناء معرفة موضوعية بالغير، ثم أخير محور العلاقة مع الغير، وهو المحور الثالث من مفهوم الغير، حيث يعالج إشكالية طبيعة العلاقة الممكنة بين الأنا والغير، وقد قدمنا كذلك المفارقات التي يطرحها كل محور من هذه المحاور.




محتويات الموضوع

  1. المفاهيم الأساسية في درس الغير.
  2. المحور الأول : الأنا ووجود الغير.
  3. موقف روني ديكارت وجود الغير غير ضروري للذات.
  4. موقف فريدريك هيجل وجود الغير ضروري للأنا.
  5. موقف جون بول سارتر وجود الغير ضروري وتهديد للأنا في الآن نفسه.
  6. المحور الثانية : الأنا ومعرفة الغير.
  7. موقف مالبرانش معرفة الغير معرفة تخمينية.
  8. موقف ماكس شيلر معرفة الغير ممكنة بشروط.
  9. موقف غاستون بيرجي معرفة الغير مستحيلة.
  10. المحور الثالث : العلاقة بين الأنا والغير.
  11. موقف أفلاطون العلاقة بين الأنا والغير هي علاقة صداقة.
  12. موقف الكسندر كوجيف العلاقة بين الأنا والغير هي علاقة صراع.
  13. موقف جوليا كريستيفا يجب تجاوز النظرة الإقصائية للآخرين.



المفاهيم الأساسية في درس الغير

نقدم هنا المفاهيم الرئيسية والأساسية التي من المفترض أن تكون ضمن موضوع الامتحان، وطبعا هذه المفاهيم هي التي تمثل عناوين للمحاور الخاصة بمفهوم الغير، وهي :
شاهد أيضا

  • الغير: هو الأنا الذي ليس أنا، فهو أنا آخر يشبهني ويختلف عني.
  • الوجود: هو القيام  والتحقق الفعلي للشيء، بمعنى ما تدركه الذات وتعيه كحقيقة حية تقابل العدم، وهو إما وجود في ذاته، أو وجود لذاته.
  • المعرفة: هي عملية عقلية تدرك من خلالها الذات العارفة موضوعا ما من أجل فهمه وتفسيره.
  • الأنا: هي الذات الواعية العاقلة المفكرة والحرة، القادرة على التمييز بين الخير والشر، بين الصواب والخطأ، وهي ذات أخلاقية وحقوقية.
  • العلاقة:  هي الرابطة التي تجمع بين طرفين، والروابط متعددة رابطة اجتماعية، قانونية، سياسية، أخلاقية ... وغيرها.




المحور الأول : الأنا ووجود الغير

إن المفارقة التي يطرحها محور الأنا ووجود الغير، من مفهوم الغير بمجزوءة الوضع البشري هي: "قد يلعب الغير أحيانا دورا مهما في مساعدة الأنا على استكمال وعيها بذاتها، من خلال تحفيزها وتأييدها، لكن في المقابل قد تستغني عنه في تحقيقها لهذا الوعي، بل تعتقد في وجوده مصدرا للشقاء والمضايقات، وبالتالي تفضل العزلة والانطواء"، وينتج عن هذه المفارقات عدة إشكالية يمكن طرح بعضها كالآتي: هل وجوده ضروري لتحقق الذات وعيها بذاتها؟ أم أنه وجوده غير ضروري لذلك؟ وللإجابة عن هذه الإشكالات فلابد من استحضار مجموعة من المواقف الفلاسفية، منها من يرى بأن وجود الغير ضروري، ومنها من يرى عكس ذلك، وفيما يأتي نقدم لكم ملخصات للمواقف الفلسفية الخاصة بمحور وجود الغير بالنسبة للذات.



1. موقف روني ديكارت وجود الغير غير ضروري للذات

إن وجود الغير غير ضروري لوجود الذات، مادامت الذات تحقق وعيا بذاتها بمعزل عن الأخر، من خلال تجربة الشك التي أوصلتها إلى حقيقة الكوجيطو «أنا أفكر إذن أنا موجود»، فوجود الذات هو وحده اليقيني والضامن ليقين كل وجود آخر، أما وجود الغير فهو وجود افتراضي نتوصل إليه انطلاقا من الاستدلال بالمماثلة، فديكارت يعتبر بأن كل ما يوجد خارج الذات، فهو مشكوك في وجوده، والغير إلى جانب الأشياء يوجد خارج الذات، ولا يتم إدراكه إلا بواسطة الحواس، والحواس تخدع لا يمكن الثقة فيها، وبالتالي فالسبيل لإثبات وجود الغير هو الاستدلال بالمماثلة، لذلك يقول بأنه لا يرى من النافذة سوى معاطف وقبعات، وبفضل المماثلة، يحكم بأن هؤلاء أشخاص.



2. موقف فريدريك هيجل وجود الغير ضروري للأنا

الغير وسيط اساسي لتحقق الذات الاعتراف بها كذات واعية ومستقلة، فكل من الأنا والغير يسعى لنزع الاعتراف به كذات حرة وواعية، وهو اعتراف ينتزع بصراع يخاطر فيه الطرفان معا بحياتهما حتى الموت، لكن الموت الفعلي لا يحقق الاعتراف، بل يحققه أحد الطرفين الذي فضل حياة التبعية والعبودية على الفناء والموت، وبالتالي فوجود الغير ضروري لوجود الأنا، مادام أن السيد لن يكون سيدا إلا بوجود العبد الذي يعترف له بالسيادة، وذلك ما نجد حتى في لعبة الشطرنج بحيث لا يمكن أن يدرك الفرد قدراته وكفاءته في هذه اللعبة، إلا من خلال وجود طرف آخر نتمكن من الانتصار عليه، حينها سيعترف للمنتصر بالتميز، ولن يكون الأمر ممكنا إلا في ظل وجود الغير.



3. موقف جون بول سارتر وجود الغير ضروري وتهديد للأنا في الآن نفسه.

يؤكد سارتر أن وجود الغير ضروري لوجود الأنا لتحقق وعيها بذاتها، فرغم أن وجود الغير يحد من حرية الأنا ويفقدها عفويتها وتلقائيتها، ما دام أنه ينظر إليها كموضوع وليس كذات حرة واعية، إلا أنه يبقى مع ذلك، الوسيط الذي لا غنى عنه بين الأنا وذاتها، إن نظرة الغير إلى الأنا هي التي تمكن هذه الأخيرة من الوعي بكثير من حالاتها النفسية والسلوكية، كتجربة الخجل مثلا، التي ما كان من الممكن أن يحصل للأنا الوعي بها لولا النظرة التي تتعرض لها أثناء اللقاء مع الغير ومواجهته، فلنفترض بأن هناك شخص عاش مند ولادته معزولا عن الأفراد، ولم يتلقى قيما أخلاقيا ولم يتعلم سلوكات ثقافية، فربما لن يشعر هذا الشخص بالخجل إذا التقى بالأفراد لأول مرة.


 

المحور الثاني : الأنا ومعرفة الغير

إن المفارقة التي يطرحها محور الأنا ومعرفة الغير، من مفهوم الغير بمجزوءة الوضع البشري هي: غالبا ما نعتقد أننا نعرف الغير معرفة دقيقة، إلا أن ما يصدر عنه من قرارات مفاجئة، يدل على أن الأمر ليس كذلك، وهو ما دعا الفلاسفة إلى استدعاء مناهج العلوم الطبيعية المعروفة بنتائجها اليقينية والدقيقة، ومحاولة تطبيقها على الغير كذات، لكنها هذه الذات تتميز بالتعقيد، وينتج عن هذه المفارقات عدة إشكاليات يمكن طرح بعضها كالآتي: هل معرفة الغير ممكنة كمعرفة موضوعية دقيقة أم أنها مستحيلة؟ وهل بإمكان مناهج العلوم الطبيعية أن تساعدنا على تحصيل هذا النوع من المعرفة؟ وما هي العوائق التي قد تحول دون ذلك؟ وللإجابة عن هذه الإشكالات فلابد من استحضار مجموعة من المواقف الفلاسفية، منها من يرى بأن معرفة الغير ممكنة إذا توفرت شروطها، ومنها من يرى بأن معرفة الغير غير ممكنة نظرا لمجموعة من العوائق التي تحول دون ذلك، وفيما يأتي نقدم لكم ملخصات للمواقف الفلسفية الخاصة بمحور معرفة الغير من طرف الأنا.





1. موقف مالبرانش معرفة الغير معرفة تخمينية

يؤكد م يؤكد مالبرانش على صعوبة معرفة الغير لأنه ذات أخرى مختلفة عنا، واقصى ما يمكن بلوغه هو محاولة إسقاط فرضيات تدعي أن ما نشعر به هو نفسه ما شعر به الأخرون ما دام أنهم من نفس فصيلتنا، إلا أن مبدأ الإسقاط والمماثلة هذا، ليس فعلا لمعرفة الغير، خاصة حينما يتعلق الأمر بالأحاسيس والانفعالات الذاتية، وبالتالي فمعرفة الغير تظل معرفة احتمالية تخمينية وليست معرفة يقينية، ما دام أن الأنا لا تستطيع أن تنفذ إلى أعماق الغير لإدراك حقيقة مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته، فمثلا ما يبدو لك متميزا ومهما، قد لا يعني لي شيئا، معناه أن المماثلة غير مفيدة في هذا الأمر، لكن أحيانا أخرى قد تكون مفيدة وتمكننا من معرفة الغير، لذلك تبقى معرفة الأنا بالغير، معرفة تخمينية في نظر مالبرانش. 



2. موقف ماكس شيلر معرفة الغير ممكنة بشروط

معرفة الغير سهلة وممكنة عن طريق البنية الكلية والقوية التي تجمع بين ما هو باطني وما هو خارجي ظاهري في الانسان برابط طبيعي لا يمكن تزييفه، وذلك باعتبار البنية الخارجية له ما هي إلا انعكاس مباشر لما هو باطني فيه، ويكفي لإدراك حقيقة الغير أن ننظر إلى عينيه وأن نتتبع حركاته وصفاته الخارجية، بمعنى أن التعبيرات الخارجية والملامح الجسدية، هي تعبير عن ما يشعر به الشخص بداخله في نظر ماكس شيلر، فمثلا الشخص الذي يشعر بالخجل أو يقع في موقف محرج، يحمر وجهه، ولا يستطيع التخلص من احمرار الوجه.



3. موقف غاستون بيرجي معرفة الغير مستحيلة

إن تجربة الأنا الذاتية هي تجربة معزولة في العالم، فعالم الغير عالم مغلق وغير قابل للإدراك، وذلك ما يحول دون معرفته، فبين الأنا والغير جدار سميك لا يمكن تخطيه أو تجاوزه رغم ما يوجد بينهما من علاقات إنسانية، فغالبا ما نطلق أحكاما خاطئة عن الأخرين، وغالبا هذا الحكم الذي نطلقه على الأفراد، يكون بناء على ما يظهر منهم من سلوكات وتصرفات، وفي الأغلب لا تعبر تلك السلوكات عن مشاعرهم وأحاسيسهم الداخلية، وبالتالي لا يمكن معرفة الغير من وجهة نظر غاستون بيرجي، فمثلا قد تجد شخصا يبكي، والبكاء تعبير عن الألم، لكن هذا الشخص قد يكون يبكي من شدة الفرح.



المحور الثالث : العلاقة مع الغير

إن المفارقة التي يطرحها محور علاقة الأنا مع الغير، من مفهوم الغير بمجزوءة الوضع البشري هي: رغم المحاولات القانونية والأخلاقية للرقي بالعلاقة بين الأنا والغير، إلا أن الواقع المليء بالصراع والكراهية والعنف دليل على فشل هذه المحاولات، وبالتالي ضرورة البحث عن أسمى العلاقات الممكنة بين الأنا والغير، وينتج عن هذه المفارقات عدة إشكاليات يمكن طرح بعضها كالآتي: ما هي أسمى العلاقات الممكنة بين الأنا والغير؟ وهل يمكن لعلاقة الصداقة والمحبة أن تتحقق بين الطرفين رغم الاختلافات الموجودة بينهما؟ أم ان العلاقة بينهما دائما تقوم على الصراع؟ وللإجابة عن هذه الإشكالات فلابد من استحضار مجموعة من المواقف الفلاسفية، منها من يرى بأن العلاقة بين الأنا والغير يجب أن تكون علاقة حب متبادل، ومنها من يرى بأن العلاقة بين الأنا والغير علاقة لا يمكن أن تنفصل عن الصراع، وفيما يأتي نقدم لكم ملخصات للمواقف الفلسفية الخاصة بمحور العلاقة بين الأنا والغير.



1. موقف أفلاطون العلاقة بين الأنا والغير هي علاقة صداقة

تنبثق علاقة الصداقة حسب أفلاطون من الحالة الوجودية التي تميز وجود الإنسان، وهي حالة وسط بين الكمال المطلق والنقص المطلق تدفع الإنسان إلى البحث الدائم عما يكمله في علاقته مع الآخرين. فالكمال الأقصى أو المطلق يجعل الإنسان في حالة اكتفاء ذاتي لا يحتاج فيها إلى الغير، وفي حالة النقص المطلق تنعدم لديه الرغبة في طلب الكمال.. فلكي تكون هناك صداقة لابد أن تكون الذات في حالة نقص نسبي يجعلها تسعى إلى تحقيق الكمال مع من هو أفضل.. و من هنا تكون الصداقة عبارة عن علاقة محبة متبادلة يبحث فيها الأنا عما يكمله في الغير، لأن كل طرف يتصف بقدر كاف من الكمال لا يحول دون طلب كمال أفضل، وبقدر من النقص الذي يدفع بالضرورة إلى طلب الكمال، وهكذا، فالعلاقة الممكنة بين الأنا والغير في نظر أفلاطون هي علاقة الصداقة القائمة على المحبة المتبادلة.



2. موقف الكسندر كوجيف العلاقة بين الأنا والغير هي علاقة صراع

لا تقوم العلاقة بين الأنا والغير على الصداقة، وإنما على مبدأ الهيمنة والسيادة، فإما أن يكون الإنسان سيدا أو يكون عبدا، ولا يمكن أن يخرج عن هذه العلاقة المحكومة بالصراع من أجل نزع الاعتراف وفرض الهيمنة، وهذا هو التصور الذي رأيناه مع الفيلسوف اللماني فريدريك هيجل، لأن الكسندر كوجيف هو تلميذ له، لذلك فهو يتبنى نفس التصور، والذي يقول بأن العلاقة بين الأنا والغير هي علاقة لا يمكن أن تنفصل عن الصراع، لأن الرغبة في الاعتراف هي التي تقود هذه العلاقة نحو الصراع، فلكلاهما رغبة في الاعتراف، وعندما تتعارض الرغبات ينشب الصراع بينهما، لأن لا أحد يقبل أن يكون تحت سيطرة الآخر، وذلك ما تقربه لنا جدلية السيد والعبد التي تحدث عنها هيجل، ويعتمدها الكسندر كوجيف.



3. موقف جوليا كريستيفا يجب تجاوز النظرة الإقصائية للآخرين.

ليس الغريب هو ما يوجد خارج ذواتنا الذي نعتبره عادة عدوا أو دخيلا يهدد وحدة الجماعة. بل إنه يوجد داخل ذواتنا، ويسكن فيها بشكل غريب، وبالتالي فعلاقتنا بالغير كيفما كان ينبغي أن تقوم على التعايش والتسامح، إن تصور جوليا كريستيفا نابع من دعوتها لإعادة النظر في مفهوم الغريب، وتعتبر بأن الغريب ليس هو ذلك الدخيل أو البراني، وإنما الغريب يسكننا على نحو غريب كما تقول جوليا كريستيفا، بمعنى أن الغريب الذي يسكننا هو تلك الأفكار الإقصائية والتهميشية للآخر، وهي أفكار لا تليق بالإنسان كإنسان، وبالتالي لابد من التخلص من هذه الأفكار، وبناء علاقة مع الغير أساسها التعايش والتسامح والمحبة.




من إعداد أكاديمية التفوق




اقرأ المزيد


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-