الشخص والهوية: مقدمة جاهزة وملخص للمواقف الفلسفية
![]() |
محور الشخص والهوية |
سنقدم لكم في هذه الموضوع أفضل
مقدمة جاهزة وكذلك أفضل ملخص لجميع المواقف الفلسفية التي تخص محور الشخص والهوية،
فبالنسبة للمقدمة الجاهزة فهي صالحة لكل مواضيع الامتحانات التي تتحدث عن محور
هوية الشخص، سواء كان موضوع الامتحان قولة فلسفية أم نص فلسفي أم سؤال فلسفي،
فيكفي أن يكون الامتحان يتحدث عن هذا المحور وبالتالي توظف هذه المقدمة مع بعض
التعديلات بطبيعة الحال، أما فيما يخص ملخص المواقف الفلسفية التي تخص هذا المحور
من مفهوم الشخص الذي يمثل البعد الذاتي من مجال الوضع البشري، فقد حاولنا أن نتطرق
لجميع المواقف التي تعالج إشكالية هذا المحور، لأن في أغلب الحالات يكون موضوع
الامتحان تعبيرا عن موقف من هذه المواقف.
مقدمة جاهزة لدرس هوية الشخص
إن هذه المقدمة تمثل أفضل
المقدمات الجاهزة التي يمكن اعتمادها في الامتحانات التي تتحدث عن محور الشخص
والهوية، لأنها تلتزم بالشروط المطلوبة في الكتابة الفلسفية التي تطرقت لها الأطر
المرجعية للامتحان الوطني الموحد للبكالوريا، وأهمها المفارقة التي يغفلها أغلب
التلاميذ عند كتابتهم لموضوع فلسفي، ث ثم صياغة الإشكالات بالطريقة المطلوبة والتي
يحبذها أغلب الأساتذة المصححين للامتحانات الوطنية، طبعا هذه الاشكالات جاءت بعد
عملية التأطير التي تمثل نقطة الانطلاق في كتابتنا لموضوع في الفلسفة، سواء
التأطير ضمن المجال التاريخي أو ضمن المجال الفلسفي، هذه المقدمة يمكنكم توظيفها
سواء كان موضوع الامتحان قولة فلسفية أو نص فلسفية أو سؤال فلسفية مفتوح، وهي
صالحة لجميع الشعب والمسالك سواء الأدبية أو العلمية.
مضمون المقدمة الجاهزة
يطرح الوضع البشري كمجال فلسفي
عدة صعوبات وتعقيدات، تعترض المهتمين بالقضايا المتفرعة عنه، ويمثل الوضع البشري مجموع
الأبعاد والعوامل التي تتعلق بالإنسان وهي: البعد الذاتي ثم التفاعلي ثم البعد التاريخي،
ويرتبط موضوع اشتغالنا بالبعد الذاتي للوضع البشري وهو موضوع الشخص، حيث انكب العديد
من الفلاسفة والمفكرين عبر تاريخ الفلسفة على دراسته، نظرا لطبيعته المعقدة
وإشكالاته المتعددة، من بينها إشكالية هوية الشخص التي تتميز بطابعها المعقد، فالأشخاص
تطرأ على مجموعة من التغيرات بعد مرور مدة من الزمن، لكن يوجد في هذا الشخص مقوم
أو أساس يجعله يشعر بثبات هويته ووحدتها، إذن ما هو المحدد الرئيسي لهوية الشخص؟
هل تقوم هويته على أساس ثابت أم على أساس متغير؟.
ملخص المواقف الفلسفية لدرس هوية الشخص
سنحاول من خلال هذه الفقرة أن نقدم
ملخص من أفضل ملخصات المواقف الفلسفية التي تخص محور الشخص والهوية، لأنه من خلال
هذه الفقرة سنقدم ملخص لجميع التصورات الفلسفية التي تعالج الإشكالية التي يثيرها
هذا المحور، على اعتبار أن موضوع الامتحان في غالب الأحيان يكون تعبيرا عن موقف من
هذه المواقف الفلسفية، وبالتالي كلما اطلع عليها التلميذ كلما زادت حظوظه للحصول
على نقطة جيدة في مادة الفلسفة، ومن بين هذه المواقف الفلسفية، توجد مواقف وتصورات
أكثر استعمالا وأهمية عند العديد من الأساتذة المصححين، من بينها مثلا موقف
الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت، ثم موقف الفيلسوف جون لوك، وموقف آرثر شوبنهاور ...،
لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي الاهتمام بباقي المواقف فلكل واحد منهما أهميته
وقيمته في كتابتك الفلسفية.
العقل أساس هوية الشخص (موقف رونيه ديكارت)
يرى رونيه ديكارت أن العقل يمثل
الأساس الثابت لهوية الشخص، على اعتبار العقل هو ذلك النور الفطري الطبيعي، وعندما
نتحدث هنا عن العقل فإننا نقصد العقل في كل مظاهره (الشك، التحليل، الفهم،
الإثبات، النفي ...)، فالعقل يمثل جوهر الذات، وبدونه لا يمكن للإنسان أن يعي وجوده
ولا أن يبلغ حقيقة ذاته، فالتفكير يعتبر مناسبة لحضور الذات أمام نفسها وإدراكها
إدراكا مباشرا، فكون الشخص ذات مفكرة هو ما يجعله مطابقا لذاته وواعيا بها، فهذا
التفكير في نظره يمثل شرطا لوجوده، لذلك يقول ديكارت "أنا أفكر إذن أنا
موجود"، بمعنى متى انقطع الإنسان عن التفكير أصبح كباقي الكائنات الأخرى،
وبالتالي انقطع عن الوجود.
الشعور والذاكرة أساس لهوية الشخص (موقف جون لوك)
يربط جون لوك هوية الشخص بالقدرة
على التفكير إلا أن عملية التفكير تعتمد على الإحساس بالأفعال الصادرة عن الذات،
إن أي فعل مهما كانت طبيعته يولد لدينا إحساسا لا يمكن فصله عن تفكيرنا، فحينما
أشم أو أسمع فأنا أتعرف في الآن نفسه عن هذه الإحساسات، إن هذا التطابق بين إحساسي
ووعيي، هو ما يجعلني أحس بأنني أنا هو أنا مهما اختلف الزمان والمكان، وهذا ما
يجعلني أحافظ على وحدة ذاتي، لكن ما يعطي للوعي بالذات امتدادا في الزمان هو
الذاكرة كملكة تربط ماضي الشخص بحاضره، مما يجعل الشخص يدرك أن ذاته الحالية هي
استمرار للذات التي كانت في الماضي رغم اختلاف الزمان والمكان، بمعنى أن ما يضمن وحدة
الذات الإنسانية واستمراريتها في الزمان والمكان، هو الشعور والذاكرة.
إرادة الحياة كأساس لهوية الشخص (موقف آرثر شوبنهاور)
إن أساس هوية الشخص حسب آرثر
شوبنهاور لا تتحدد بجسمه وصورته، فالإنسان يعرف تغيرات عبر الزمن، مند طفولته إلى
شيخوخته، ورغم ذلك فهو يشعر بهويته، أي أنه يشعر بأنه هو هو، وهذا يعني أن هناك عنصر
ثابت يشكل جوهر الإنسان ونواة وجوده، هذا العنصر الثابت في الشخص هو إرادة الحياة،
إنها إرادة تظل ثابتة عندما يفقد الشخص ذاكرته أو يتغير، لأنها تقوم على الغرائز
والرغبات التي لا يستطيع ان يتخلص منها الفرد، وأهمها غريزة الحياة، بما هي النواة
التي لا تعرف إلا اختيار الاستمرارية في الحياة، فحتى العقل هو مجرد خادم أمين
لإرادة الحياة ولرغبات الأشخاص، وبالتالي فإرادة الحياة هي نواة الوجود الإنساني
الذي لا يحد بالزمان.
الذاكرة ووحدة الطبع كأساس لهوية الشخص (موقف جون لا شوليي)
إن أساس هوية الشخص في نظر جون
لاشوليي هو وحدته النفسية في الزمان، أي عبر مراحل حياته رغم كل مظاهر التحول
والتغير التي تطرأ على الفرد، ذلك ما يضمن تطابق الشخص مع ذاته وتميزه عن غيره، هذه
الوحدة النفسية ليست نتاجا تلقائيا واعتباطيا، وإنما هي وحدة قائمة أولا على آلية
وحدة الطبع أو السمة العامة للشخصية (المزاج) في مواقفها وردود أفعالها، ثم ثانيا
على آلية الذاكرة التي تربط حاضر الشخص بماضيه القريب أو البعيد، فترابط الذكريات
يعطي طبعا ومزاجا ثابتا، لذلك نجد جون لاشوليي يقول "ليس هناك إلا شيئين يمكن
أن يجعلاننا نحس بهويتنا أمام أنفسنا وهما : دوام نفس المزاج أو نفس الطبع، وترابط
ذكرياتنا".
الصراع النفسي كأساس لهوية الشخص (موقف سيغموند فرويد)
إن هوية الشخص عند سيغموند فرويد
تقوم على أساس متغير وهو العلاقة الديناميكية والصراعية بين مكونات الجهاز النفسي
الثلاث، وهي الهو كموطن للغرائز والرغبات، ثم الأنا الأعلى الذي يمثل صورة وانعكاس
للقيم والأعراف السائدة في المجتمع، ثم الأنا الذي يمثل من جهة نتاج للتوازن
والتوافق بين هذه القوى، ويمثل من جهة أخرى أداة لتحقيق هذا التوازن والتوافق، وهذا
ما يجعل وحدة الشخص وحدة دينامية عسيرة ولا متناهية التحقق، فجوهر الإنسان في نظر
فرويد ليس هو الوعي والشعور، فهذا لا يمثل إلى حيزا ضيقا في الحياة النفسية للشخص،
وإنما جوهره الحقيقي هو اللاشعور أو اللاوعي، الذي يتم داخله هذا الصراع وهذه
الدينامية بين المكونات الثلاث للجهاز النفسي، ويقول فرويد"إن الأنا مضطر إلى
أن يخدم ثلاثة من السادة الأشداء... وهؤلاء المستبدون الثلاثة هم: العالم الخارجي،
والأنا الأعلى، والهو".
موقف إيمانويل مونيي
إن الشخص في نظر إيمانويل مونيي
ليس موضوعا أو شيئا بين الأشياء، ولا ما يمكن أن يتمثل في أي إنسان بوصفه موضوعا،
لأنه مخالف للأشياء الخارجية، إنه واقع كلي شمولي يجسد فكرا بما هو روح ترتبط بما
هو داخلي، وتميزه بهذا الداخل يلغي كل نظرة خارجية قد تجعله مجرد صورة خارجية
مركبة، وقد تعجز عن فهم الشخص في وحدته وكليته الداخلية، هذه الوحدة والكلية هي ما
يجسد هوية الشخص، ويقول إيمانويل مونيي "إن الشخص هو الشيء الوحيد الذي نعرفه
والذي نشكله من الداخل".
تركيب (الرأي الشخصي)
يتبين مما سبق أن إشكال الهوية
الشخصية قد شكل أحد أهم محاور الجدال الفلسفي عبر تاريخ الفلسفة، نظرا للتعقيد
والصعوبة التي يتميز بها هذا الإشكال، لذلك نجد اختلاف وتمايز بين هذه المواقف
الفلسفية، بحيث منها من يحددها في الذاكرة و منها من يقول بالشعور وآخر بالفكر
...، ولا نستطيع في نفس الآن أن نأخذ بموقف ونتخلي عن الآخر، وهذا إن دل على شيء فإنما
يدل على أن هوية الشخص هوية متعددة الأسس وبالتالي ففهم حقيقة الشخص، يقتضي النظر إليه
من خلال التكامل بين هذه المكونات وتركيبها مع بعضها البعض.
اقرأ المزيد