أفضل مقدمة جاهزة وملخص للمواقف الفلسفية محور أشكال العنف
![]() |
ملخص للمواقف الفلسفية |
نقدم في هذا المقال مقدمة جاهزة لمحور أشكال العنف، وكذلك ملخص لأبرز المواقف الفلسفية التي تعالج الإشكالية التي يطرحها محور أشكال العنف من مفهوم العنف ضمن مجزوءة السياسة، ومن أبرز المواقف الفلسفية التي تطرقنا لها وهي: موقف لورينتز، موقف كلوزوفيتش، وموقف بيير بورديو، وموقف إيف ميشو، وهي مواقف فلسفية ترصد أشكال العنف التي عرفها تاريخ المجتمعات البشرية، وكذلك ترصد التطورات التي عرفتها ممارسة العنف عبر التاريخ، وكل فيلسوف من هؤلاء الفلاسفة، يقدم وجهة نظره الخاصة حول الإشكاليات التي تطرقنا لها في المقدمة، التي تبقى مقدمة جاهزة صالحة لجميع مواضيع الامتحانات التي تتحدث عن اشكال العنف، سواء كان الامتحان قولة فلسفية أو نص فلسفي، أو سؤال فلسفي، وللإشارة أن هذا الملخص هو ملخص خاص بتلاميذ الثانية بكالوريا مسلك الأداب والعلوم الانسانية، ولا يخص مسالك الشعب العلمية والتقنية.
محتويات الموضوع:
- مقدمة جاهزة لمحور أشكال العنف.
- ملخص المواقف الفلسفية لمحور أشكال العنف.
- موقف كونراد لورينتز.
- موقف كارل فون كلوزوفيتش.
- موقف إيف ميشو.
- موقف بيير بورديو.
- خلاصة لمحور أشكال العنف.
مقدمة جاهزة لمحور أشكال العنف
إن هذه المقدمة الجاهزة الخاصة بمحور أشكال العنف، وهو المحور الأول من مفهوم العنف، باعتباره المفهوم الثاني من مفاهيم مجزوءة السياسة، هي مقدمة تتوفر فيها شروط الكتابة الفلسفية، بحيث تطرقنا في هذه المقدمة لأهم الخطوات التي تركز عليها الأطر المرجعية للامتحان الوطني الموحد للبكالوريا، أولها تحديد موضوع الامتحان ثم تأطيره ضمن المجال الفلسفي والتاريخي، وذلك ما عملنا عليه في هذه الفقرة، ثم ينبغي تحديد الاشكالية وإبراز الاحراج التي تطرحه هذه الاشكالية، وهو نفسه الأمر الذي توقفنا عنده في مقدمتنا هاته، ثم أخيرا التعبير عن هذه المفارقة في صيغة استفهامية، وذلك من خلال طرح مجموعة من الأسئلة الموجهة للتحليل والمناقشة، وهذا كذلك تطرقنا له في هذه المقدمة الجاهزة الخاصة بمحور أشكال العنف، ونذكركم بأن هذا المفهوم يخص فقط الشعب الأدبية.
إن الاهتمام بموضوع العنف ليس وليد
اللحظة الراهنة، وإنما هو موضوع نقاش الفلاسفة والمفكرين سابقا، ويدخل هذا الموضوع
ضمن الاهتمام الفلسفي للمجال السياسي، باعتباره مجالا يهتم بتدبير
شؤون العلاقات بين الأفراد داخل المجتمع، فالمجتمعات البشرية على مر التاريخ لا
تخلو من العنف والصراع، وذلك جلي في مرحلتنا المعاصرة، فلا يمر يوما دون أن نشاهد
أو نسمع عن أحداث العنف، فقد حقق الانسان تطورا ملموسا، مع مرور الوقت، على العديد
من المستويات (التقنية، السياسية، الاجتماعية...)، وقد رافق ذلك تطورا لوسائل
وأشكال ممارسة العنف، مما يجعل التفكير في أشكال ووسائل ممارسة العنف إشكالا يفرض
نفسه بقوة في الساحة الفلسفية، إذن ما هي مظاهر وأشكال ممارسة العنف؟ وهل العنف
ينحصر في ذلك الفعل المادي المرتبط بالجانب الحسي أم أنه يتخذ أشكالا أخرى؟
ملخص المواقف الفلسفية لمحور أشكال العنف
إن هذه المواقف الفلسفية التي سنقدم لكم، وهي مواقف فلسفية ملخصة وخاصة بالمحور الأول من مفهوم العنف، وهو محور أشكال، وحتى نعرف سبب تطرقنا لهذه المواقف الفلسفية، ينبغي أن نعلم أن المقدمة التي أشرنا لها سابقا، طرحت مجموعة من التساؤلات، وهي تساؤلات لا ينبغي أن تبقى حبرا على ورق، وإنما لابد من طرحها للنقاش في الساحة الفلسفية، وقد نتج عن هذا النقاش آراء ومواقف مختلفة أحيانا ومتباينة أحيانا أخرى، فالمواقف الفلسفية التي تجيب على إشكالية أشكال العنف، هي مواقف متعددة ومتنوعة، لكننا هنا توقفنا عند أهمها وأبرزها، ومن بين المواقف التي توقفنا عندها، هي موقف إيف ميشو، وموقف لورينتز، وموقف بيير بورديو، ثم موقف كلوزوفيتش، وحاولنا أن يكون الموقف الفلسفي أكثر بساطة، حتى يتمكن التلميذ استعابه ببساطة.
1. موقف كونراد لورينتز
يرى كونراد لورينتز أن هناك فرق بين العنف والعدوانية، فالعدوانية
ميزة مشتركة بين الإنسان والحيوان، بمقتضى القرابة الموجودة بينهما، ففي إطار
استراتيجية بقاء النوع والحفاظ عليه، تقوم العدوانية بدور أساسي، لأنها تستهدف
الحفاظ على النوع، وليس تدمير الأخرين، وهذا يشترك فيه الإنسان مع الحيوان، بمعنى
أن العدوانية طبيعية في الإنسان كما في الحيوان، لكن العنف هو أمر مكتسب، يرتبط
بمؤثرات خارجية، فكل قهر أو عنف تعرض الانسان، يترك آثارا نفسية مدمرة لديه، فيشكل
ذلك سببا للتصرف بحقد وعدوانية وانفعالية تجاه الآخرين، وهكذا يتم توجيه العنف،
بما هو فعل مدمر، ضد الآخر لإخضاع للإرادة الخاصة، وبالتالي فالعنف الذي يمارسه
الإنسان يتأرجح بين الغريزي والمكتسب.
2. موقف كارل فون كلوزوفيتش
يقيم كارل فون كلوزوفيتش علاقة وطيدة بين السياسة والحرب، على اعتبار
الحرب فعل بشري عنيف قائم على استخدام القوة بإفراط، يختص به الإنسان وحده، ويوجهه
نحو الآخر، دون حدود للتوقف، حتى الوصول إلى إرغامه على الخضوع للإرادة الخاصة،
وتحطيم قدرته على المقاومة، وتتمثل الحرب في مجموعة من المعارك، التي تتكون من عدد
لا محدود من الاقتتال الفردي، فالحرب هي أعلى شكل من أشكال العنف المادي، وهي أشد أشكاله
ضراوة وتطرفا، ففي الحرب يحاول كل واحد، بواسطة قوته الجسمانية، إرغام الخصم على
الخضوع لإرادته الخاصة، وبالتالي فالقوة الجسمانية وسيلة لتحقيق غاية العنف، التي
هي إخضاع العدو، ويقول كلوزوفيتش "الحرب إذن فعل من أفعال القوة، نحاول
بواسطته إرغام الخصم للخضوع لإرادتنا".
3. موقف إيف ميشو
يرى إيف ميشو أن هناك العديد من أشكال وطرق ممارسة العنف في مجتمعاتنا
المعاصرة، التي تلجأ إليها المؤسسات والأفراد، إما لإبادة الآخرين أو تدميرهم أو
على الأقل لإخضاعهم، ويتجلى ذلك في الاستبداد، والجرائم، والحروب، والعنصرية،
والإعدامات... وغيرها، وهذه الأشكال التدميرية ليست وليدة اللحظة، بل كانت حاضرة
في الماضي، لكن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في تطويرها، وذلك بإنتاج أدوات وتقنيات
جد متطورة لمماسة العنف، فأصبح العنف يمارس بنوع من الدهاء والذكاء، حيث يسخر كل
الوسائل التقنية لأجل تحقيق نتائج فعالة لممارسة العنف، وتجعله خطيرا وعظيما، لذلك
نجد تطورا على مستوى الصناعات الحربية وازدهارا للتجارة في الأسلحة، كما أن
الإعلام أصبح يشكل اليوم قوة أكثر تأثيرا في حياتنا (العنف الإعلامية)، حيث نجد
الأفلام والوثائقيات وغيرها التي لا تخلوا من مشاهد العنف، وهذا ما يساعد على نمو
ثقافة العنف داخل المجتمع، ويقول إيف ميشو : "إن ما يميز العنف المعاصر، هو
التدخل المزدوج للتكنولوجيا والعقلنة في إنتاجه".
4. موقف بيير بورديو
يشير بيير بورديو إلى نمط جديد من العنف، وهو العنف الرمزي، وهو عبارة
عن عنف لطيف وعذب، غير محسوس، وغير مرئي بالنسبة لضحاياه أنفسهم، ورغم ذلك فهو
أكثر فعالية وتأثيرا في حياة الأفراد، فالعنف الرمزي يقوم على تعسف ثقافي يتلقاه
الفرد عبر الكلام، اللغة، التربية...، ويتكفل بهذا الأمر، كل مؤسسات التنشئة
الاجتماعية (الأسرة، المدرسة، الإعلام، الجامعة، المسجد...)، فهذه المؤسسات تمرر
مجموعة الأفكار والمعتقدات والآراء التي يتقبلها الأفراد بكل تلقائية ويعترفون
بشرعيتها، دون مساءلتها أو نقدها، وكأنها حقائق بديهية، لذلك يعتبر عنفا خفيا ولطيفا
وغير ملموس، مما يجعل الفرد لا يراه كعنف بقدر ما يتقبله كحقائق مشروعة، ويقول
بيير بورديو "يمكن أن يحقق العنف الرمزي نتائج أحسن قياسا إلى ما يحققه العنف
السياسي أو البوليسي".
خلاصة لمحور أشكال العنف
وانطلاقا مما سبق، يمكننا القول بأن العنف واقعة أساسية في تاريخ
المجتمعات البشرية، يتم توظيفه من أجل إخضاع الأفراد والسيطرة عليهم وسلبهم
إراداتهم، وذلك باللجوء لعدة وسائل وتقنيات لممارسة العنف ، مما يجعل منه أشكالا
متعددة ومظاهرا متنوعة، جلها تمثل تجليات وامتداد للنزعة العدوانية في الإنسان
وتطويرا لها، فليس بالضرورة أن يكون العنف تدميرا جسديا، بل قد يكون أيضا تدميرا
رمزيا، لكن العنف كيفما كانت طبيعته، عنف مادي أو رمزي، عنف فردي أو جماعي، فهو يبقى
سلوكا متنافيا مع إنسانية الإنسان، وفعلا مدمرا لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال،
لكن السؤال الذي يبقى مطروحا، هو كيف يتولد العنف في التاريخ البشري؟ وهل العنف
شرط للوجود الإنساني؟
- أفضل ملخص لمشروعية الدولة وغاياتها.
- تصحيح الامتحان الوطني الدورة العادية 2018.
- تصحيح الامتحان الوطني الدورة العادية 2011.
- أفضل ملخص لمفهوم الغير.